المتهم فى تفجيرات بوسطن حالته خطيرة لكن مستقرة.. وحاكم ماساتشوستس يتمنى نجاته: لدينا ملايين الأسئلة تحتاج إلى إجابة بفارغ الصبر تنتظر لجنة من كبار المحققين الأمريكيين تعافى جوهر تسارنايف، المشتبه بضلوعه فى تفجيرات سباق الماراثون فى بوسطن الأسبوع الماضى، والذى يرقد فى المستشفى فى «حالة مستقرة، ولكن خطيرة».. دوافعه، والأساليب التى استخدمها فى الهجوم وما إذا كانت له صلة بأى جماعة محلية أو إرهابية خارجية، كل هذه أمور يقتل الفضول الأمريكيين لمعرفتها، وربما لا تجد لها إجابة إذا فارق جوهر الحياة. كان هذا واضحا جدا فى حديث ديفال باترك حاكم ماساشوستس للصحفيين، إذ قال: «أنا، وجميع المسؤولين الأمنيين، نأمل لعدد من الأسباب أن يبقى المشتبه به على قيد الحياة، لأن لدينا ملايين الأسئلة بحاجة الى إجابة». وألقى القبض على جوهر تسارنايف، 19 عاما، يوم الجمعة بعد أن عثر عليه مختبئا فى حديقة إحدى الدور فى ضاحية من ضواحى بوسطن، وقد أصيب بجروح خطيرة، ويرقد فى المستشفى تحت حراسة مشددة وهو فى حالة مستقرة ولكنه غير قادر على التواصل مع المحققين، فى حين قُتل شقيقه تامرلان إثر مواجهة مع الشرطة. وتنتظر «مجموعة التحقيق مع محتجز ذى أهمية عالية»، وهى جماعة مؤلفة من عدة أجهزة أمنية تتخصص فى التحقيق مع الإرهابيين المشتبه بهم، فى المستشفى الذى يتعافى به تسارنايف. ويعالج فى المستشفى ذاته عدد من ضحايا تفجيرات بوسطن. من جهة أخرى، فإن المسؤولين الأمنيين الأمريكيين قالوا إنهم يعتزمون استجواب جوهر دون أن يطبقوا الإجراء المتبع وهو أن يقرؤوا على المشتبه به قائمة بحقوقه، والتى تشمل الحق فى الحصول على محام، والحق فى أن يبقى صامتا، وهو إجراء انتقده نشطاء حقوق الإنسان. لكن المسؤولين قالوا إن استجواب جوهر يمثل «استثناء خاصا بالأمن العام»، وهو ما رد عليه الاتحاد الأمريكى للحقوق المدنية، وهو أكبر منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان فى الولاياتالمتحدة، بالقول إن مثل هذا الاستثناء لا ينطبق إلا فى حالة التهديد الفورى، وإن تعليق الحقوق لا يجب أن يكون «ممتدا إلى أجل غير مسمى». غير أن السناتور الجمهورى عن ولاية أريزونا جون ماكين، والسناتور ليندسى جرهام من ولاية ساوث كارولينا، قالا إنه يجب أن يعامل «كمقاتل عدو»، مما يعنى أنه لا يحق له أن يحصل على ما يحصل عليه مدعى عليه فى قضايا جنائية. من ناحية أخرى، فإن الأجهزة الأمنية الأمريكية قدمت درسا فى سرعة التوصل إلى المشتبه بهم، ففى غضون ساعات من وقوع التفجيرين، كانت هناك عملية تعبئة للمحققين. تم جمع كل الأشياء ذات الصلة، الملابس والحقائب والأحذية وغيرها من الأدلة من مسرح الجريمة حيث تم تحليلها، فضلا عن روايات الشهود، وآلاف الفيديوهات والصور الساكنة. كان المحققون يبحثون عبر آلاف الصور عن أشخاص «يفعلون أشياء تبدو مختلفة عما يفعل الأشخاص الطبيعيون». بعض المحققين -تقول صحيفة «واشنطن بوست»- شاهد أحد مقاطع الفيديو 400 مرة، وكان الهدف من ذلك بناء خط زمنى للصور، وتعقب حركة المشتبه بهم، واستخلاص قصة ما حدث من خلال غابة من الصور من هواتف محمولة وكاميرات مختلفة.