أعتقد أن حسام البدرى أصبح حديث الساعة مؤخرا، من خلال كل وسائل الإعلام بمختلف ألوانها، أخباره لا تنقطع لدرجة أنها فاقت إلى حد كبير حصوله على لقبى إفريقيا والسوبر، مع أعظم ناد فى الشرق الأوسط فى كل شىء من بطولات إلى استقرار إدارى، يكفى أنه النادى الوحيد تقريبا فى إفريقيا والوطن العربى الذى ينعم أى مدير فنى يتولاه بكل الصلاحيات والقوة من جماهير ومن إعلام قوى جدا، والمؤثر فى فترات سابقة لما يتبعه مجلس إدارة الأهلى طوال تاريخه، والتأثر الواضح عليهم من المدرسة الألمانية فى التعامل الفنى للمدرب الذى يتولى إدارة هذا الفريق الأحمر العريق. الأخبار التى تناولتها كل وسائل الإعلام تتحدث عن رحيل البدرى فى خلال أيام وتحديدا بعد لقاءى البنزرتى إلى النادى الأهلى الليبى، بعد أن تلقى عرضا ليبيا أعتقد أن أى مدير فنى مصرى لو أتى نصفه أو ربعه سيترك بيته وأولاده وأسرته وناديه مهرولا، وهذا ليس تقليلا من حجم المدربين الذين تنعم بهم مصر حاليا، ولكن لسعر الدولار فقط لا غير، الذى قد يتصاعد على حساب كلام خبراء البورصة إلى عشرة جنيهات. وأنا وفى رأيى أن البدرى بين نارين، الاختيار الأول هو البقاء فى النادى الأكثر خبرة من حيث الإدارة أو يرحل إلى الملايين القادمة. وفى رأيى الشخصى أن البدرى يسعى جاهدا إلى اتخاذ الرأى الأنسب إليه شخصيا من بعض أصدقائه المقربين وبدرجة قوية جدا، وأتمنى أن ينصحوه بأن النادى الأهلى المصرى ليس له مثيل لعدة أسباب: أولا كما ذكرت الاستقرار الفنى، ثانيا الفريق فى مرحلة تطوير وتغيير وإذا أحدث نقلة فى هذا الأمر سيكون حفر اسمه بحروف من ذهب عند جماهيره، ثالثا أنه تعرف عن قرب على احتياجات الفريق للمواسم القادمة، حتى يبقى النادى الأهلى هو سيد إفريقيا رضينا أم لم نرض، رابعا أن البدرى بدأ فعليا السيطرة على كل مقاليد الأمر داخل الفريق، على عكس الموسم السابق، خامسا وهو الأهم أن حالة الالتفاف القوى من خلال جماهيره لم تكن فى السابق، وأعتقد أنها مؤثرة جدا لأنه اكتسب ثقة كل جماهير الأهلاوية أو معظمها فى الفترة السابقة بأداء كان الأفضل فى تاريخ الأهلى فى بطولات إفريقيا. أعتقد أنها كلها أسباب تجعل البدرى يفكر مليون مرة فى ترك كرسى العرش الأهلاوى الذى يتمناه أى مدير فنى آخر فى المحروسة وخارجها لما له من ثقل على الساحة العربية والإفريقية والعالمية. ومن ناحية أخرى أعتقد أن النادى الأهلى الليبى مع كل الاحترام ليس هو النادى الأهلى المصرى، ممكن يكون ماديا أفضل فى الوقت الحالى، ولكن هناك فارقا كبيرا بين الفانلة الأهلاوية المصرية والفانلة الأهلاوية الليبية فى كل الأوجه. ليس هناك تشابه سوى فى الاسم ونسبيا فى شعبية الفريق، كل منهما على أرضه ولكن شعبية الأهلى تفوق الفرق العربية جميعا على مستوى الشرق الأوسط. البدرى حيران جدا ولكن نصيحتى له أن تدريب الأهلى المصرى هو التوب بين كل الأندية، وبعد أن حقق الألقاب الإفريقية والمحلية مع نادى القرن الإفريقى لا بد أن يراجع نفسه كثيرا، حتى لا يندم على تركه لناد أتصور أن البقاء فيه أسهل كثيرا من البقاء على دكة الأهلى الليبى. وأيضا لى بعض النصائح للبدرى لا بد بعد أن يرحل عن دكة الأهلى أن يجلس على دكة منتخب من أسياد إفريقيا وهو سيدها حاليا على مستوى الأندية، ماذا بعد تربية أسماء صنعت مدربين لم يكن لهم أسماء، ماذا بعد أن حمل ألقابا من الصعب أن يحملها ويحققها فى سنوات طويلة مع أهم ناد مصرى وعربى وإفريقى. أتمنى أن يراجع البدرى نفسه قبل اتخاذ القرار لأن قرار الإقالة فى أى ناد آخر أسهل كثيرا من قرار تولى قيادة النادى الأهلى. أخيرا أتمنى أن يصر مع إدارته الحالية على التعاقد مع اللاعبين الجدد القادمين حتى تظهر بصماته على الفريق الأهلاوى. أتمنى أن يترك جانبا أنه لا يتقاضى راتبه حاليا نظرا للضائقة المالية التى تمر بها الأندية المصرية جمعاء. أتمنى أن لا يفكر من هم مجلس الإدارة القادم حتى لا يؤثر تفكيره على قراره. هذه نصيحتى للبدرى والقرار قراره فى النهاية.