خذ العفو و امرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ. اخبرنا سفيان الثوري ان لولا ابو هاشم الكوفي ما عرف دقائق الرياء، فكان هذا الناسك يخلو بنفسه في دويرة بالبصرة ليزكيها من نزغ الشيطان و نقائص الهوي بتدربيها علي العبودية وردها الي احكام الربوبية فصفيت اخلاقه و عمر ظاهره كما باطنه فسار علي الدرب حتي ذاعت مقولة " فقة كوفي وعبادة بصرية" واشتهر كأول متصوف ثم جاء ذو النون المصري تلميذ ألامام مالك فأسس وشرح نظريات التصوف ليقوم الجنيد بتدوينها وتبوبيها وتعددت بعد ذلك مراحله و اقتحمه ثلة من المدعيين و المبتدعين فكانت ذروة الشطحات في القرن الخامس الذي حفل بالبدع و الخرافات حتي ظهر تاج العارفين المجدد أبو صالح محيي الدين السيد عبدالقادر الجيلاني هذا الفقيه الحنبلي الذي قال عنه ألامام النووي ما علمنا فيما بلغنا من التفات الناقلين وكرامات الأولياء أكثر مما وصل إلينا من كرامات الغوث الاعظم الذي انتهت إليه رئاسة العلم في وقته وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء بالاعظام و التبجيل والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه و هرع إليه أهل الطريق من كل فج عميق فكان معظما لأهل العلم مبغضاً لأهل البدع والأهواء. لذلك ذكر ان نور عظيم تراءي له ملأ الافق ثم تدلي فيه صورة تناديه يا عبد القادر انا ربك وقد حللت لك المحرمات !! فقال اخسأ يا لعين فتبدل هذا النور الي ظلام وتلك الصورة الي دخان ثم خاطبه قائلآ لقد نجوت مني بعلمك بأمر ربك وفقهك في أحوال منازلتك ولقد اضللت بمثل هذة الواقعة سبعين من أهل الطريق؛ فقد سئل و كيف عرفت انه شيطان ؟ قال عندما أحل لي المحرمات. لذلك عظمه ووقره علامة المنهج السلفي ابن تيميه و اشار اليه في كتابه مجموع الفتاوي بقول أنه لاِّ يسوغ للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يفعل المأمور، ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف . لا ريب ان خطاب سيدي عبدالقادر جامع لكافة المشارب ووسطية منهج اتبعوا ولا تبتدعوا واطيعوا ولا تخالفوا واصبروا ولا تجزعوا واثبتوا ولا تتمزقوا , وانتظروا ولا تيأسوا, واجتمعوا على الذكر ولا تفرقوا , وتطهروا عن الذنوب ولا تتلطخوا و عن بابا مولاكم لا تبرحوا. اليس هذا هو لب تجديد الخطاب الديني الذي نرجوه ونبحث عنه ليل نهار في برامج التوك شو وتعقد له الندوات والمؤتمرات لبحث مواجهة خطاب الكراهية الفاشي المدمر لكل قيم التسامح و التعايش بين البشر هلا تحرك الازهر خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح و تفرغ لصناعة هكذا دعاه الي الله كما كان يفعل من قبل وأخرج من جنباته من هم علي شاكلة مولانا عبد الحليم محمود ومولانا الشعراوي الذين طارا الي أفئدة الناس بجناحي نقاء الشريعة وصفاء الحقيقة مثل هؤلاء الدعاه الربانيين المؤهلين فقط هم القادرين علي دحر فلول التنطع والتطرف و إنقاذ بلادنا من الغلو والتفتت و حماية منطقتنا الملتهبة بغواية نار المذهبية العفنة التي لا تبقي و لاتذر و عندئذ سنستطيع حقن دماء اهلنا من السنه و الشيعة من فتنة بربرية القتل علي الهوية و من ثما نغسل ثوب الاسلام الابيض الذي تلوث بفتاوي بشيوخ أقبية الناتو و كهوف تورا بورا بالثلج والماء و البرد. اللهم ارزقنا دعاه مثل سفينة نوح ننجو بهم و معهم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن