القرارات الملكية تمنع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة «مجموعة بن لادن السعودية» ورئيسها حتى الانتهاء من التحقيقات القرارات الملكية الصادرة بشأن حادثة سقوط رافعة بناء بالحرم المكي والتي أدّت إلى وفاة 112 شخصًا وإصابة نحو 300 آخرين حمَّلت شركة "مجموعة بن لادن السعودية" مسؤولية الحادثة، بل وأصدرت قرارات رادعة للشركة التي تعد من كبرى شركات المقاولات في العالم العربي. البداية.. من الحرم بداية شركة "مجموعة بن لادن السعودية" كانت من الحرم، حيث منح الملك عبد العزيزمشروع توسعة الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة عام 1950 إلى محمد بن لادن، الذي كان قد بدأ نشاطاته في المقاولات عام 1931، وقد امتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد الملك سعود بن عبد العزيز، وانتهى بنجاح تام، وكنتيجة لهذا النجاح تم تكليف محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكةالمكرمة، لتكون أول توسعة يشهدها التاريخ منذ ألف عام.
وفي عام 1989م تم تأسيس "مجموعة بن لادن السعودية"، وقد توسّعت أعمال الشركة لتشمل الطرق والمنشآت المتنوعة والمشاريع الحيوية، كما تضم المجموعة عديدًا من الفروع في جميع أنحاء العالم، مما عزّز مكانتها كشركة رائدة للإنشاءات في الشرق الأوسط.
30 مليار دولار إيرادات سنوية وبعد تأسيس المجموعة في نهاية الثمانينيات استطاعت "مجموعة بن لادن السعودية" أن تنفّذ عديدًا من المشروعات الإنشائية العملاقة في السعودية، وتشمل عملياتها أعمال التصميم المعماري والداخلي والهندسة المدنية والبحرية والميكانيكية والكهربائية، بالإضافة إلى المقاولات العامة وإدارة المشاريع، وهو ما دفع إيراداتها إلى النمو والاستمرار، إذ بلغت إيرادات المجموعة، وَفقًا لتصريحات رئيس مجلس إدارتها المهندس بكر بن لادن، إلى 30 مليار دولار سنويًّا، واستثمارات 200 مليار دولار.
بن لادن.. في مصر نظرًا لعالمية الشركة واعتبارها من الشركات عابرة القارات فلم يقتصر عمل المجموعة على السعودية، بل امتد إلى مشروعات دولية عديدة، حيث فازت المجموعة بمناقصة تطوير مطار النزهة الدولي، كما أن اسم المجموعة تردّد ضمن التحالف المقترح أمام الحكومة المصرية لتنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
كما كانت المجموعة مع شركاء لها قد أعلنت مشروع مدينتين جديدتين في كلٍّ من اليمن وجيبوتي، ووصلهما بجسر أطلق عليه جسر القرن الإفريقي، ولكن الأحداث السياسية في اليمن من المتوقع أن تعطّل المشروع. هل يكون الحرم النهاية ل«بن لادن»؟ عقب حادثة وفاة 112 شخصًا بسبب سقوط رافعة البناء بالحرم المكي، صدرت قرارات ملكية بعقوبات رادعة للشركة تتمثّل في وقف تصنيف «مجموعة بن لادن السعودية» ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة، على أن لا يرفع الوقف إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية في هذه الحادثة، ويعاد النظر في التصنيف في ضوء ذلك، وبما لا يؤثّر على المشاريع الحكومية التي تقوم المجموعة حاليًّا بتنفيذها.
كما تضمّنت القرارات كذلك منع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة "مجموعة بن لادن السعودية" ورئيسها المهندس بكر بن محمد بن لادن، وكبار المسؤولين التنفيذيين في المجموعة، وغيرهم ممن لهم صلة بالمشروع (مشروع توسعة الحرم المكي)، وذلك حتى الانتهاء من التحقيقات وصدور الأحكام القضائية بهذا الشأن.