«دويتشه فيله»: الصراعات الطائفية الحالية توضح «مدى النية السيئة» بين الأقباط والمسلمين «تشهد مصر ارتفاعا فى المعارك بين المسلمين والأقباط، لكن الصراعات تتضمن ما هو أكثر من مجرد الشعور بالعداء الدينى، وتساؤلات تتجاوز كون الهوية الدينية فى خطر».. هكذا بدأت مجلة «دويتشة فيلة» الألمانية تقريرها الذى علقت فيه على التوترات الطائفية التى شهدتها البلد مؤخرا. «دويتشة فيلة» أضافت أن الصراعات الحالية توضح مدى النية السيئة بين الأقباط والمسلمين، مشيرة إلى أن الكلمات التى تفوه بها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لا تدع مجالا للشك فى أن الصراعات الأخيرة بين المسيحيين والمسلمين تحدث ضد خلفية من تساؤلات أساسية حول هوية مصر. وتابعت المجلة الألمانية القول «إن هذه الصراعات لم تؤد فقط إلى تصعيد فى التوتر بين الأديان، حيث إنها بالنسبة إلى البعض تشوه الأهداف التى كان يعزم المصريون على تحقيقها منذ عامين». من ناحية أخرى، علقت بعض الصحف الأمريكية والبريطانية على انتقاد البابا تواضروس للرئيس محمد مرسى. صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قالت إنه لم يُسمع انتقاد مباشر للحكومة من قبل قائد الكنيسة المصرية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذى أنهى سقوطه الخوف من ثأر السلطات التى ساعدت على إسكات مسؤولى الكنيسة وآخرين. «نيويورك تايمز» أضافت أن تعليقات البابا سلطت الضوء أيضا على القلق المتزايد بين القيادات المسيحية حول الصعود المتتابع لسلطة مرسى وحلفائه الإسلاميين، مشيرة إلى أن عنف الأسبوع الماضى يعتبر أول اختبار كبير لما تعهد به مرسى من حماية الأقلية المسيحية فى مصر. أما «جارديان» البريطانية فوصفت لهجة وصراحة البابا فى تعليقاته على الأحداث الأخيرة ب«التعبير غير عادى عن الغضب»، وتابعت أن قوة كلمات البابا تلوح ببدء القيادة القبطية باستخدام طريقة مختلفة للتعامل مع الوضع. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات البابا تواضروس تختلف كثيرا عن موقف البابا شنودة السابق فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، فعلى عكس البابا تواضروس عبر البابا شنودة عن غضبه بطريقة غير مباشرة، لافتة إلى أنه على ما يبدو أن البابا تواضروس غضب على وجه الخصوص من بيان مرسى حول أحداث الكاتدرائية. واختتمت «جارديان» تقريرها بأن الغضب ضد الرئيس المصرى تجاوز حدود الطائفية، حيث تجمع (الأحد) عدد من المسلمين أمام الكاتدرائية، وهتفوا شعارات ضد الإخوان. مجلة «تايم» الأمريكية قالت إنه من غير العادل وغير الدقيق القول إن المشكلات بين المسلمين والمسيحيين بدأت بثورة يناير 2011، مشيرة إلى أن العنف الذى وقع الأسبوع الماضى بين الطرفين فتح شقوقا جديدة، وأنه من الممكن أن يتسبب ما حدث فى احتمال حقيقى جدا لوقوع صراع بين حكام مصر الإسلاميين والكنيسة القبطية الأرثوذوكسية نفسها، «تايم» تابعت القول إن الوقت الحالى يمثل تحديا خطيرا آخر للبلد العاجزة بالفعل بسبب الفوضى السياسية والعالقة فى دوامة اقتصادية متفاقمة. وعلقت على تصريحات البابا تواضروس بأن «الانفجار الباباوى وضع الكنيسة القبطية فى موضع لم تحتله منذ 3 عقود: المعارضة الصريحة للحكومة»، مضيفة أن الجولة الأخيرة من العنف الدينى ربما تحمل المشاق على هؤلاء المتورطين بالفعل فى مواقف مستعصية. «تايم» اختتمت تقريرها بأن البلد تستمر فى الترنح من أزمة إلى أخرى، وأن المعارضة تقامر بوضوح على أن مرسى ربما يصبح يائسا بدرجة كافية ليمنحهم ما يريدونه.