لم يتوقع كثيرون إسناد مهام منصب رئيس مجلس الوزراء للمهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروات المعدنية في حكومة المهندس إبراهيم محلب المستقيلة. المفاجأة لا تتمثل فقط في أنَّ شريف إسماعيل لم يتم اختباره في العديد من الأزمات التي شهدتها الدولة على مدار الفترة الماضية، لكن لكونه أحد الأصدقاء المقربين للإعلامي محمد فودة المتهم فى قضية فساد وزارة الزراعة الشهيرة لتورطه في استغلال علاقاته لتربحه بشكل غير مشروع. كتب فودة العديد من المقالات والكتابات قبل إلقاء القبض عليه، تحمل في مجملها مدح مباشر وصريح لرئيس الوزراء الجديد، فذكر فودة، في مقالٍ له، في إحدى الصحف "نصًا": "المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروات المعدنية الذي عرفته عن قرب فوجدته وبكل صدق يستحق أن نطلق عليه لقب المقاتل عن جدارة، فهو بالفعل مقاتل من الطراز الأول، حيث يخوض حربًا شرسة منذ توليه الوزارة، وهي حرب من نوع خاص تتمثل في مواجهته للمشاكل المزمنة التي يعاني منها المجتمع منذ عدة سنوات، التي تتعلق بالنقص الشديد في مصادر الطاقة، والذي يسبِّب إرباكًا ملحوظًا في قطاعات عديدة على أرض مصر". فودة ذكر أيضًا في نصوص كتاباته: "على الرغم من أنَّه قليل الكلام ونادر الظهور عبر وسائل الإعلام، فإنَّه يحرص دائمًا على أن يترك إنجازاته تتحدث عنه، ويدع الأفكاره والرؤى التي وضعها كخبير مشهود له بالكفاءة في مجال الطاقة هي التي تأخذ المساحة الأكبر عبر وسائل الإعلام لتظل شاهدًا على أنَّ مصر بخير مادام بها رجال يحبونها لدرجة تصل إلى حد العشق، واللافت للنظر أن المهندس شريف إسماعيل حينما يعمل فإنَّه يعمل بكل جوارحه لدرجة أنَّه ينسى نفسه تمامًا، حيث أنَّ هذا العمل يأخذه حتى من أبسط ضروريات الحياة، وهي الحفاظ على صحته فقد عرفته دائمًا في حالة عمل متواصل وبإصرارٍ تامٍ على إيثار العمل العام على حساب حياته الشخصية". الإشادة الواضحة والصريحة من فودة لإسماعيل، وصوراللقاءات التي تجمعهما، التي انتشرت في العديد من الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، جعلت رئيس الوزراء الجديد عرضة لما تُسمى "الشبهات" حول شكل العلاقة التي كانت تربطه بفودة قبل القبض عليه. وعلى الرغم من العلاقات الوطيدة التي كوَّنها فودة مع عددٍ من رجال الأعمال والوزراء والمسؤولين والإعلاميين، والتي ملأ الدنيا ضجيجًا بها، إلا أنَّ علاقته برئيس الوزراء الجديد شريف إسماعيل والدكتور عادل عدوي وزير الصحة في الحكومة المستقيلة وعدد من الإعلاميين جعلتهم في نافذة الضوء وتحت طائلة الشبهات. اللافت للنظر أنَّه رغم ما أثير عن علاقة فودة بإسماعيل حتى بعد إلقاء القبض على الأول، إلا أنَّ إسماعيل لم يخرج مرةً واحدةً لتوضيح أو بيان العلاقة القوية التي تربطه بفودة وأسباب ظهورهما في لقاءات منفردة بينهما في أكثر من مرة.