"أنا مرعوبة من الماء.. لا أجيد السباحة ولا أعرف كيف سأتصرف إذا حدث شيئًا ما خلال الرحلة".. هكذا تحدثت ريحان والدة الطفل السوري إيلان قبل أسبوع من رحلتها الأخيرة التي لم تكتمل وانتهى بها المطاف قرابة ساحل مدينة بودروم التركية. قالت الأم إنها لا توافق على تلك الرحلة، ولا تريد العبور بالقارب المطاطي إلى جزيرة "كوس" اليونانية، لكن ربما غلب دافع البحث عن حياة أفضل بعيدا عن الحرب على مخاوفها. فاطمة الكردي، شقيقة الأب المكلوم عبد الله، وعمة الطفلين إيلان وغالب، تحدثت في مؤتمر صحفي عقدته بمدينة فانكوفر الكندية، عن تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة زوجة شقيقها ريحان وعبرت عن حزنها بقولها إن "ريحان كانت صغيرة على الموت مثل طفليها". وقالت العمة، التي تعمل كمصففة شعر في كندا منذ أكثر من 20 عامًا، إن ريحان لم تكن تريد الذهاب إلى الجزيرة اليونانية لأنها لا تجيد السباحة، وكانت خائفة على طفليها إيلان وغالب. وأضافت: "لقد حدثتني منذ أسبوع عبر الهاتف وقالت لي أنا مرعوبة من الماء". وتابعت: "لا بد أنهم مضوا في الرحلة من أجل الطفلين فهما لم يعيشا حياة طيبة أبدا". وتحدثت فاطمة عن ذكريات طفولتها التي عاشتها في مدينة كوباني السورية، وبكت أثناء حديثها وهي تقول: "ريحان ابنة خالتي.. ولدنا جميعا في دمشق ولكننا نشأنا في كوباني، وكانت عائلتي تمتلك حقولًا لأشجار الزيتون في المدينة، وكنا نجتمع زنذهب إلى الحقول كل صيف وفي أحد المرات شاهد عبد الله ريحان وأعجب بها وقال لأبي إنه يريد أن يتزوجها". وأشارت إى أنها توسلت لأخيها كي لا يعود إلى كوباني من أجل دفن زوجته وطفليه لأنها تخاف عليه من الحرب هناك، إلا أنه رفض وأكد لها أنه يريد أن يعيش ما تبقى له من العمر بجوارهم. وشيع العشرات في مدينة كوباني السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، الطفلين السوريين إيلان وغالب الكردي ووالدتهما ريحان، الذين قضوا نحبهم غرقًا في المياه التركية الإقليمية بعد رحلة لم تكتمل إلى اليونان.