الملكة اليزابيث الثانية، صاحبة الرقم القياسي في عدد سنوات اعتلاء العرش، والتي تتميز بروح الواجب وهو أسلوب ورثته عن جدها جورج الخامس، تستعد للاحتفال في سبتمبر المقبل بتجاوزها قريبتها الملكة فيكتوريا التي بقيت على العرش 63 عامًا و216 يومًا بين عامي 1837 و1901. وتنوي الملكة إحياء هذا الحدث بعيدًا عن المراسم والاحتفالات، وستكون بحلول توقيته في أسكتلندا، حيث تمضي عادة فصل الصيف، وستدشن في ذلك اليوم خطًا جديدًا للسكك الحديد. ورغم الأزمات والتغيرات التي حدثت في إنجلترا قبيل وفاة الملك جورج، إلا أن بقاء الملكة إليزابيث راسخة على العرش طوال فترة زمنية، يعتبر إنجازًا رائعًا. حيث طبع عهدها بعملية إعادة الإعمار التي تلت الحرب العالمية الثانية وتفكك الإمبراطورية البريطانية والتقارب مع أوروبا، فضلًا عن الانهيار الاقتصادي في السبعينات وعودة النمو في الثمانينات و"الاضطرابات" في أيرلندا الشمالية، بالإضافة لتدفق مهاجرين بأعداد كبيرة ما غير وجه البلاد. في حين شهد عهد الملكة فيكتوريا وصول الإشعاع البريطاني إلى ذروته مع إمبراطورية عالمية وتوسع صناعي ظافر، تميز عهد إليزابيث الثانية بتقلص أفق الب وفي هذا الصدد خرج المؤرخون بأقاويل تؤكد أن الملكة "حققت رقمًا قياسيًا في الاستقامة التي لا غبار عليها" وهي "تحظى باحترام كبير جدًا". ورغم ذلك تعد الملكة إليزابيث "عميدة" سن الملوك والملكات في العالم منذ وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في يناير الماضي عن 90 عامًا، إلا أنها ليست صاحبة أطول عهد على الصعيد العالمي