قال عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الإثنين، إن تجديد الخطاب الديني بدأ مع مهد الدعوة الإسلامية، وقد مارسه الرسول صلي الله عليه وسلم، لأن الأمر قضية لازمة من لوازم الشريعة الإسلامية، مستدلًا بنهي الرسول للصحابة عن كتابة السنة، وأمرهم بكتابة القرآن، خشية من الخلط بين القرآن الكريم ونصوص الحديث النبوي، وعندما تأكد من قدرتهم على عدم الخلط وزوال العلة أذن لهم بالكتابة، وهذا نموذج لتجديد الخطاب الديني. وأكد شومان، في كلمته خلال المؤتمر الأول لإدارة سفراء الهداية بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر، بعنوان "الخطاب الديني بين التراث والمعاصرة من الشباب للشباب"، أنه لا خلاف بين العلماء على أهمية التجديد، مشددًا على أن عدم التجديد فيه مخالفة للشريعة الإسلامية. وأضاف أن له رؤية ثابتة لتجديد الخطاب الديني، تكمن في استعادة الخطاب من خاطفيه، وتصحيح مساره بعد أن استغله أصحاب الأهواء في سفك الدماء وانتهاك الحرمات، وإبعاد المتطفلين عن ساحة الخطاب الديني، بل وإبعاد الخطاب الديني نفسه عن الاستغلال من قبل أصحاب الأهواء السياسية والمصالح الضيقة، إضافة إلى تصفية الخطاب الديني من المغالطات والأفكار غير المستمدة من الكتاب والسنة وآراء الفقهاء العظام، وتجديده بما يوافق الزمان والمكان، منوهًا بأن تراث الفقهاء تاج على رؤوس الجميع، ولا ابتعاد عنه، رغم المحاولات اليائسة من البعض. وتابع: "فالتراث أصل في مناهج الأزهر وسنظل متمسكين به"، لافتًا إلى أن الفتاوى الصادرة عن الفقهاء السابقين ليست ملزمة لتغير الأزمنة والأحوال، وهذا ليس معناه الهجوم على التراث، لأن السابقين هم من طالبوا اللاحقين بمراجعة كتبهم ومطابقة أقوالهم للأزمان والعلل، وإذا تغيرت العلل فعلينا العودة إلى الاجتهاد. وأوضح أن هناك ظلمًا بينًا واقعًا على الأزهر في قضية تجديد الخطاب الديني، رغم ما يتم بذله من جهود كبيرة، متسائلًا "هل المقصود من التجديد عند منتقدي الأزهر أن نطرح التراث جانبا ونؤلف أحكاما جديدة، فهذا معناه التبديد لا التجديد، ولم يفعله الأزهر ماضيا ولن يفعله حاضرا ولا مستقبلا ، لأننا نجدد الخطاب عن قناعة وأسس علمية". وذكر أن الأزهر طور في مناهجه التعليمية وشكل لجانا علمية استمرت أكثر من عام ونصف تواصل العمل فيها ليل نهار على مراجعة الكتب والمناهج الدراسية لمرحلة التعليم قبل الجامعي وانتهت بعون الله وتم مراجعتها من قبل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وتم إقرارها ، والكتب الآن في المناطق الأزهرية تنتظر انطلاق العام الدراسي الجديد، وستراجع كل 3 سنوات، مشيرا إلى أن هناك لجنة تعمل الآن على تطوير التعليم الجامعي بالأزهر وأضاف أن الشريف أعلن سابقا أن العام المقبل سيكون عام التعليم الابتدائي، وبدأنا في اتخاذ خطوات فاعلة من هذا العام بإقرار نظام رياض الأطفال ليكون الرافد الأساسي للقبول بالتعليم الأزهري بدءا من الأعوام المقبلة. وفي إطار التجديد في مجال العمل الدعوي قال وكيل الأزهر إن الدورات التدريبية للأئمة والدعاة من العالم الإسلامي لا تتوقف فلا تنقضي دورة إلا وتبدأ التي تليها، كما تعقد الدورات التدريبة للعلماء والباحثين بالجامع الأزهر الشريف حول تجديد الخطاب الديني. وأشار إلى المواجهة التي تتم على أرض الواقع من خلال مرصد الأزهر الشريف الذي يعمل ليل نهار على رصد أفكار التنظيمات المتطرفة بمختلف اللغات والرد عليها بنفس اللغة من أجل حماية الشباب المسلم من الوقوع في براثن تلك الجماعات، أضف إلى ذلك قوافل السلام العالمية التي انطلقت برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين إلى دول العالم تتحدث عن سماحة الإسلام وتدافع عنه باللغات المختلفة. وأعلن وكيل الأزهر عن قيام مجمع البحوث الإسلامية بطبع مجموعة من الكتب التي تتحدث عن وسطية الإسلام وتوضح حقيقته وترد شبه الجماعات المتطرفة بعدة لغات وسيتم طرحها قريبا ، مشيرا إلي قيام الأزهر بخطوة جديدة من نوعها وهي فتح الباب أمام السيدات للعمل في مجال الدعوة والإفتاء وسيتم تعيين 500 واعظة بالأزهر قريبا وأعلن انتهاء الأزهر من إعداد مركز الفتاوي المباشرة والذي سيتم العمل فيه قريبا للرد على فتاوي المواطنين عبر الهاتف والبريد الالكتروني ووسائل الاتصال الحديثة يضم أكثر من 300 من علماء الأزهر الشريف وسيعمل على مدار اليوم دون توقف ، إضافة إلى تطوير العمل بلجنة الفتوي بالجامع الازهر والتي أصبحت تضم حاليا مجموعة كبيرة من علماء الأزهر الشريف. وفي ختام كلمته وجه وكيل الأزهر كلمة لكل من يتابع دور الأزهر قائلا "اطمئنوا إن الأزهر يقف على أرض صلبة ومحل تقدير من الجميع في الداخل والخارج وسنواصل مسيرة التجديد.