بوجدانوف: المبادرة الخاصة بتشكيل تحالف مناهض ل«داعش» تحظى بتأييد واسع فى الغرب عشية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، أكد الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيبحث يوم الأربعاء المقبل مع الرئيس المصرى مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بما فى ذلك آفاق تعزيزها فى المجال التجارى-الاقتصادى. وأشار بيان الكرملين إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان آراءهما بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية، وبالدرجة الأولى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يذكر أن الرئيس السيسى زار موسكو فى مايو الماضى، للمشاركة فى الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية، كما قام بزيارة إلى روسيا فى أغسطس عام 2014، حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الروسى فى مدينة سوتشى على البحر الأسود، وكانت هذه القمة بمثابة إشارة الانطلاق لتدشين محاور العلاقات الاسترتيجية بين القاهرةوموسكو. وتأتى زيارة السيسى إلى موسكو فى الوقت الذى تواصل فيه القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمى والإقليمى حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف لوجيستى واسع لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى، بما فى ذلك التعاون الأمنى الوثيق وتبادل المعلومات والملفات، وإغلاق مصادر التمويل، وتجفيف المنابع التى تمد التنظيمات الإرهابية بالأموال والعناصر. فى هذا الصدد قال نائب وزير الخارجية، المبعوث الخاص للرئيس الروسى فى الشرق الأوسط، ميخائيل بوجدانوف: إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض ل«داعش» تحظى بتأييد واسع فى الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء. هذا فى الوقت الذى أصبح فيه موضوع مكافحة الإرهاب بالنسبة إلى مصر أكثر إلحاحا بعد سلسلة الهجمات الدامية فى سيناء، والتى شنها تنظيم ولاية سيناء الإرهابى الموالى ل«داعش». وفى سياق تطابق موقفى البلدين حول ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب، من المتوقع أن يتناول الرئيسان خلال محادثاتهما الأوضاع فى ليبيا والعراق وسوريا، حيث يكثف تنظيم داعش هجماته، كما أنه من المتوقع أيضا أن تكون الأوضاع فى اليمن محل بحث من جانب الزعيمين المصرى والروسى. وعلى صعيد التعاون الخاص بمكافحة الإرهاب، تستعد القوات الروسية المحمولة جوًّا لإجراء مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع القوات المصرية وذلك خلال العام الجارى على الأراضى المصرية. وذكرت صحيفة «نيزافيسمايا جازيتا» الروسية، أن القوات الروسية المحمولة جوًّا، ستجرى مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع نظيرتها المصرية وذلك خلال شهرى أكتوبر-نوفمبر من العام الجارى. وأوضحت أن القوات المصرية خلال زيارتها إلى موسكو قامت بتفقد مؤسسة «مدرسة ريزان» العليا للقوات المحمولة جوًّا، وحصل على معلومات عن القاعدة المادية والتعليمية. وفى المجال العسكرى، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصدر روسى أن مصر وروسيا وقعتا على مستوى الحكومتين عقدا لتوريد مقاتلات «ميج-29». ولم يحدد المصدر عدد المقاتلات التى ستشتريها مصر فى إطار العقد، متوقعا أن يوقع قريبا العقد على مستوى الهيئات المعنية فى الدولتين. من جهة أخرى نفت أناستاسيا كرافتشينكو، المتحدثة باسم شركة «ميج» الروسية لبناء الطائرات، فى تصريحات لها (الجمعة) أيضا، وجود عقد وقعت عليه الشركة، لتوريد مقاتلات «ميج-29» إلى مصر. وكانت صحيفة «فيدوموستى» الروسية قد نقلت فى وقت سابق عن مصادر فى قطاع الصناعة الحربية الروسى أن البلدين نسقا مشروع عقد خاص بتزويد مصر ب46 مقاتلة من طراز «ميج-29»، ورجحت المصادر أن تبلغ قيمة العقد 2 مليار دولار. يذكر أن مدير هيئة التعاون العسكرى التقنى ألكسندر فومين، قد ذكر أن القاهرةوموسكو وقعتا بالأحرف الأولى على حزمة عقود أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار. وكانت الحكومة الروسية قد سلمت مصر زورقًا للصواريخ الهجومية من فئة «مولنيا»، وذلك فى إطار بروتوكولات التعاون العسكرى المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية فى عديد من المجالات. واستمرت المحادثات حول تسليم الزورق منذ عام 2014 فى إطار بروتوكولات التعاون العسكرى المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية، ووصل الزورق فى نهاية شهر يوليو الماضى إلى ميناء الإسكندرية قادما من بحر البلطيق وعلى متنه طاقم روسى، حيث شارك فى مراسم احتفال افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس فى 6 أغسطس الحالى. زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا ستشهد عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس وعددا من رؤساء كبريات الشركات الروسية، وذلك دعما لتوجهات البلدين رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. إذ تعمل كل من القاهرةوموسكو فى العامين الأخيرين على تعزيز علاقاتهما فى شتى المجالات، وبدأت هذه العملية فى نوفمبر عام 2013 باستحداث صيغة جديدة للتفاوض، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع فى البلدين. وبالتزامن مع تكثيف الحوار السياسى، يعمل الطرفان على تنشيط التعاون الاقتصادى ذى الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى البلدين، نظرا إلى أهمية تدفق السياح الروس بالنسبة إلى الميزانية المصرية، وكذلك توريدات القنج الروسى إلى مصر. وبالإضافة إلى التعاون الاقتصادى، يتجه البلدان إلى تعزيز العلاقات فى مجالات أخرى، لا سيما فى المجال العسكرى التقنى. وفى يونيو الماضى جرت أولى المناورات البحرية المشتركة بين البلدين فى البحر الأبيض المتوسط.