بعد مرور 29 عامًا قام الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا بزيارة الحكم التونسي على بن ناصر في منزله لأول مرة منذ كأس العالم عام 1986. وأدار بن ناصر ربع نهائي كأس العالم 1986 الذي أقيم في المكسيك، بين الأرجنتينوإنجلترا، حيث احتسب الحكم هدفين لمارادونا، في هذا اللقاء أحدهما باليد عن طريق. وتقدم مارادونا للأرجنتين بالهدف المثير في الدقيقة 51، عندما سجل هدف باليد في حارس مرمى منتخب إنجلترا "بيتر شيلتون"، لم يلاحظه الحكم التونسي. ثم أحرز بعد ذلك بثلاث دقائق الهدف الثاني بعدما راوغ 7 لاعبين من منتخب الأسود الثلاثة، وعلى الرغم من تقليص إنجلترا للنتيجة بواسطة جاري لينيكر في الدقيقية 81، لكنه لم يكن كافيًا، ليتأهل بعدها راقصو التانجو للمباراة النهائية. وعقب المباراة أطلق مارادونا على هدفه باليدي "إن يد الله أحرزت الهدف". وثار البريطانين غاضبين عقب تلك المباراة، حيث عاقبت الفيفا الحكم التونسي بالإيقاف مدى الحياة، لكن اشتدت حالة التوتر بين الدولتين. لا تعتبر المباراة بين الأرجنتينوإنجلترا مباريات عادية فهي أشبة بكلاسيكات الكرة الأوربية أو دربيات العاصمة التي يشحن فيها كل جمهور المنتخب أسلحته للدفاع عن منتخب بلاده، ويظل الصراع الكروي بينهم دائمًا والذي اشتعل بفعل الصراع على أحقيه كل دولة بجزر فوكلاند. وظلت جزر فوكلاند تحت الإدارة البريطانية منذ عام 1833، حيث خاضت الدولتان حربًا في عام 1982 على تلك الجزر التي نجحت فيها القوات البريطانية من مواجهة قوات الأرجنتين وأسفرت المعارك آنذاك عن مقتل أكثر من 1500 شخص. وتقع جزر فوكلاند في جنوبالأرجنتين، وكانت تخضع لسيطرة بريطانيا منذ 1833، واستمرت الدولتين في حرب لنحو شهرين ونصف عام 1982. تاريخ لقاءات الغريمين لعب المنتخبان 5 مرات خلال مسيرتهم المونديالية، تفوقت إنجلترا 3 مرات، مقابل مرتين للأرجنتين، المباراة الأولى كانت في مونديال تشيلي 1962 وفيها فازت إنجلترا بثلاثة أهداف مقابل هدف. وفي مونديال 1966، النسخة الوحيدة التي توج بها الإنجليز بكأس العالم، تمكن منتخب الأسود الثلاثة من إقصاء الأرجنتين بهدف أحرزه جيوف هورست. وشهد عام 1986 وبالتحديد في كأس العالم بالمكسيك، أغرب مباراتين للفريقين بعد الهدف المارادوني من لمسة يد، ليفوز راقصو التانجو بهدفين مقابل هدف، ويصعد لنهائي المونديال. وفي نفس عام حرب فوكلاند أقيم مونديال 1982 في إسبانيا، ورغم الفصل بين منتخبي إنجلتراوالأرجنتين في مجموعتين مختلفتين، وعزلهما في مدن متفرقة، إلا أن أنصار المنتخبين دخلا في اشتباكات عنيفة وصلت إلى حد إطلاق الرصاص في بلدة "زاراوتز" الإسبانية. وعاد المنتخبين ليلعبا مرة أخرى في مونديال 1998 بفرنسا، وتحديدًا دور ال 16، وتعادل المنتخبان طوال شوطي اللقاء، ليفوز الأرجنتين بركلات الترجيح بنتيجة 4-2. وشهدت نسخة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، فرصة للإنجليز والثأر من راقصي التانجو، بدور المجموعات انتصر الإنجليز بركلة جزاء نفذها بيكهام.