أسعار العملات اليوم الجمعة 24-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    تراجع مؤشر الثقة بين الشركات الصناعية في فرنسا شهر مايو الجاري    مدينة المراقد والآثار.. ماذا نعرف عن مشهد التي دُفن بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟    تفاصيل انهيار ملهى في إسبانيا.. مصرع وإصابة 25 شخصا    كولر: جاهز للترجي بأكثر من سيناريو.. ولدي حل لغياب معلول    كولر: سنجد لاعب بديل لعلي معلول وسنحاول منع الترجي من تسجيل الأهداف    ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية ب11 مليون جنيه خلال 24 ساعة    ضبط عصابة تزوير المحررات الرسمية وترويجها على فيسبوك    موضوع خطبة الجمعة اليوم.. الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير    محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق بيع السيارات    تشافي يستعد للرحيل.. موعد الإعلان الرسمي عن تعاقد برشلونة مع المدرب الجديد    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    قصف إسرائيلي مُكثف على أنحاء غزة.. وكارثة صحية بعد توقف محول مُستشفى "شهداء الأقصى" لنقص الوقود    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    موجة حارة جديدة تضرب البلاد.. توقعات الطقس ليوم الجمعة 24 مايو 2024    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    عاجل.. أنباء عن العثور على آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    وزيرة البيئة: بنجلاديش كانت لاعبا رئيسيا ولها دورا بارز فى مفاوضات المناخ    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    موعد ومكان تشييع جنازة شقيق الفنان مدحت صالح    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    نقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من ميت سلسيل بالدقهلية    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    العنب لمرضى القولون العصبي- هل هو آمن؟    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    بوتين يصحّح لنظيره لوكاشينكو تعليقه على محادثاته مع ملك البحرين في موسكو    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    مصرع 4 أشخاص وإصابة 30 آخرين فى انهيار مطعم بإسبانيا..فيديو وصور    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «العدل الدولية» تحاصر الاحتلال الإسرائيلي اليوم.. 3 سيناريوهات متوقعة    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير.. موضوع خطبة اليوم الجمعة    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    اليوم.. الأوقاف تفتتح 10 مساجد بالمحافظات    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيوخ ضد الإرهاب.. وقفوا ضد تيارات الجهل والعنف والتشدد والإخوان
نشر في التحرير يوم 16 - 08 - 2015


أعد الملف: صلاح لبن و باهر القاضى ومحمد البرمى
حسنًا فعلت دار الإفتاء المصرية بدعوتها علماء نحو 50 دولة عالمية، من أجل الحضور والمشاركة فى المؤتمر الذى ستعقد جلساته غدًا وبعد غد، برعاية الرئيس السيسى، وحضور رئيس الحكومة، إبراهيم محلب. وحسنًا فعلت الدار، لا سيّما وأن الغرض من الدعوة هو ضبط الفتاوى التكفيرية التى صارت وبالًا على الإنسانية كلها، حيث إن فتْح بابها أطلق ألسنة اللهب على الجميع، ودون تفريق، وأسهم أيضًا فى تأسيس تنظيمات إرهابية أشد عداوة وعنفًا.
و«داعش» هو المثال الأبرز لذلك. ولعل الزمان القريب قد كشف لنا كيف وقفت المؤسسات الدينية، أمام محاولات جماعة الإخوان، والتى حاولت نشر أفكارها ومرجعيتها والسيطرة على هذه المؤسسات، فضربوا فى الأزهر وفى شيخه وعلمائه واتهموهم بالفساد، وسيّروا ثُلة من الشباب الطائش ممن يحمل أفكارهم يسبون الأزهر وعلماءه دون حسيب أو رقيب.
فى السطور القادمة نقدم لقارئ «التحرير» مجموعة من الشيوخ الذين وقفوا بقوة ضد تيارات الجهل والعنف والتشدد والإرهاب، فى معارك شرسة، كانوا فيها الطرف الأكثر قوة، بعقيدتهم السمحة وقوة حجتهم.
أحمد الطيب.. الصامد فى وجه «الإخوان»
منذ قدومها للسلطة، وحتى قبل أن يتولى محمد مرسى رئاسة الجمهورية، وضعت الإخوان نصب عينيها الأزهر الشريف، لأنها تعلم تماما أن السيطرة عليه يعنى الوصول إلى مفتاح قلب وعقل الشعب المصرى، فتارة تدخل فى صراع مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتارة تذهب إليه طالبة الرضا، لكن بقدومها إلى الرئاسة بدأ الصراع ظاهرا وبعنف، وليس خافيا، لإجبار شيخ الأزهر على الاستقالة وتعيين أحد أتباعها.
مواقف كثيرة تؤكد وقوف أحمد الطيب شيخ الأزهر فى وجه جماعة الإخوان، وتؤكد تخطيط الإخوان لإقالته، فبعد انتخاب محمد مرسى رئيسا للجمهورية فى 2012، استمرت العلاقة الفاترة بين شيخ الأزهر والجماعة، وأصبح الطيب هدفا لشباب الإخوان، فلم تخلُ تظاهرة إخوانية من الهتافات المعادية لشيخ الأزهر، ووصل الأمر إلى قيام الطلاب بمحاولات اقتحام المشيخة، وهو الأمر الذى أدين فيه بمعاقبة 12 طالبا من طلاب الإخوان بحكم محكمة جنح الجمالية، بتهمة محاولة اقتحام مبنى المشيخة وإثارة الشغب بالحبس 17 سنة وغرامة 64 ألف جنيه لكل منهم، وربما يعود ذلك إلى العداء الموجود منذ كان الطيب رئيسا لجامعة الأزهر، ووقف قويا أمام العرض العسكرى للإخوان وعنف الطلاب.
لكن الجماعة لم تكتف بذلك، فالجميع يذكر الموقف الذى حاولت وضع الطيب فيه فى أثناء خطاب مرسى من جامعة القاهرة، بعد توليه الرئاسة، حيث حضر الطيب فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة، فلم يجد مكانا لعلماء الأزهر داخل قاعة كبار الزوار، بالإضافة إلى وضعهم فى الصف الرابع بدلا من الأول فى قاعة الاحتفال، فلم يتردد لحظة وقرر على الفور مغادرة القاعة.
وبرز الصراع على الأزهر وتصديه للجماعات الإسلامية والإخوان، وكانت فى الاستفتاء على الدستور، الذى أكدت الجماعة خلاله للناخبين أن التصويت ب«لا» حرام، فى حين شدد شيخ الأزهر على أن عملية الاستفتاء لا علاقة لها بأحكام الشريعة والحلال والحرام، وناشد وقتها الأئمة والدعاة مراعاة حرمة المنابر والمساجد وتجنيبها المعارك السياسية، ولكن ذلك لم يعجب الجماعة وفكرت بشكل جدى فى التخلص من الطيب.
وهناك صعوبات كبيرة واجهت المشيخة فى فترة حكم الإخوان وسط محاولات منهم لإقصاء الطيب عن منصبه، ويروى شيخ الأزهر فى أحد الأحاديث الصحفية له عن فترة حكم الإخوان قائلا: «إن رجال نظام الإخوان ضغطوا علىّ من أجل تعيين نواب لرئيس جامعة الأزهر من الجماعة، ورفضت، وأيضا تعيين المفتى من قيادات الإخوان، ورفضت، فافتعلوا قصصا وهمية، منها تسمم طلاب المدينة الجامعية، وكانت من تأليف وإخراج مكتب إرشاد الإخوان».
ولم تتوقف المعارك التى خاضها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمام الإخوان عند ذلك، لكنها وصلت إلى الاقتصاد، عندما قررت الجماعة طرح ما يعرف بالصكوك الإسلامية، إلا أن الأزهر رفض المشروع، لأنه يتيح للحكومة والهيئات العامة إصدار صكوك مقابل الأصول المملوكة للدولة وفقا لوزارة المالية، وهنا نشبت معارك كلامية كان أبطالها قيادات سلفية وإخوانية، ولم يخلُ الأمر من توجيه ما يشبه الإهانات لشيخ الأزهر.
ومن الصكوك والدستور إلى التشيع، فقد حاولت الإخوان بشتى الطرق التقريب بين مصر وإيران للاستفادة من دعمهم فى الحكم، وسافر مرسى إلى إيران، وقتها أبدى الأزهر والدكتور أحمد الطيب مخاوفه من السياحة الإيرانية ومحاولات نشر التشيع فى مصر.
ولا ينسى أحد أن الإخوان والسلفيين هم من كانوا أصحاب فكرة إنشاء هيئة كبار العلماء، حتى يتم تمرير مجموعة من علماء الإخوان إلى الأزهر، وظنوا بذلك أنهم يسيطرون عليه، فانضم كل من يوسف القرضاوى والدكتور محمد عمارة رئيسا لتحرير مجلة «الأزهر»، والدكتور محمد المختار المهدى، عضوا بهيئة كبار العلماء لكنهم فشلوا فى أغراضهم.
لم يكن أمام الإخوان حلول لإقصاء الطيب إلا إجباره على الاستقالة، فتم تدبير واقعة تسمم طلاب الأزهر، وخرج طلاب الإخوان للتظاهر أمام المدن الجامعية والجامعة يسبون الطيب ويطالبون بإقالته وإقالة رئيس الجامعة أسامة العبد، إلا أن الطيب تحمل ووقف بقوة أمامهم، ولم يتراجع أو يتنازل، ورفض محاولات الإخوان لإجباره على الاستقالة.
وعندما بدأ الشعب فى الثورة ضد نظام الإخوان كان الطيب أول الحاضرين، مؤكدا أنه لن يقف أمام الشعب المصرى، معلنا أنه لو عاد به الزمن لوقف فى صفوف ثورة يونيو، ولدعم الشعب المصرى ضد محاولات الأخونة ومحاولات إرهابه، فكان مشاركا فى خارطة الطريق داعما لها فى وجه التكفير والعنف والإرهاب.
خمس سنوات هى عمر أحمد الطيب فى مشيخة الأزهر، تولى فى ظروف صعبة وقاسية، فلم يكد يمضى على تعيينه أيام حتى قامت ثورة يناير، وعاش عامين يحاول التوفيق بين المصريين، وأصدر 4 وثائق كمبادئ لحل الخلاف بين السياسيين، وعمل على لم شتاتهم عامين، ثم عامًا كان حائط صد أمام الإخوان، وعامين بعد سقوطهم وقف فى وجه العنف والتكفير والإرهاب.
شوقى علام.. أكثر من تعرض لافتراءات «الجماعة»
لا تمل جماعات العنف والإرهاب من محاولة تشويه صورة العلماء، واستخدام أساليب من شأنها الإساءة إلى تاريخهم.
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية يعد من ضمن الشخصيات التى تعرضت إلى حملة منظمة قادها أصحاب الأفكار الهدامة، التى وصلت إلى محاصرته فى هولندا وتوجيه الشتائم له والتقليل من قيمته العلمية.
لم يكن ذلك الهجوم وليد الصدفة إنما جاء بعد خطة منظمة كان هدفها تشويه صورة المؤسسات الدينية وفى المقدمة منها دار الإفتاء، إذ روجت جماعات العنف والتكفير بعض الفتاوى الغريبة التى لم تصدر عن المؤسسة مستخدمة مواقع التواصل الاجتماعى للترويج لها، من أجل الإساءة إلى جميع المنتمين للإفتاء.
بدأت الأزمة الحقيقية مع علام عندما أفتى مفتى الديار المصرية بأن الانضمام والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين حرام شرعا ولا يحتاج لأى جدال أو نقاش، معللا ذلك بأن الدين الإسلامى يحرم الانضمام والانتماء لمثل هذه الجماعات التى تبيح القتل والعنف وسفك الدماء. ووجه علام نداءه إلى أعضاء جماعة الإخوان للتنصل منها وتركها بدلا من ارتكاب معصية وارتكاب ما حرمه الله لأنها أصبحت جماعة الشيطان، حسب قوله.
استخدمت جماعات العنف والتكفير قنواتها الإعلامية للإساءة إلى مفتى الديار المصرية، حيث خصصت رابطة الإخوان بالعالم جزءًا كبيرًا من صفحتها للإساءة إلى الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، عندما أعلن أن التصويت بالموافقة على الدستور الجديد هو واجب شرعى، معتبرا أن إقرار الشعب المصرى للدستور سيحقق الاستقرار لمصر، وهو ما دفعهم إلى اتهامه بأنه ترزى الجمهورية واصفين إياه بأنه لا يفقه شيئا وإن فقه لا يعمل وإن عمل لا يفلح، وإن أفلح لا ينجح، وإن حاول النجاح يفشل، فهو وأمثاله للفشل عنوان.
مختار جمعة.. من منابر مساجد الأوقاف.. بدأت الحرب
منابر مساجد الأوقاف هى الملاذ الأكبر لانتشار الأفكار المتطرفة وسموم الجماعات المتشددة، خصوصا فى الآونة الأخيرة تحت ستار الدين ومقاصد الشريعة. استغلت الجماعات المتشددة تلك المنابر فى نشر الأفكار الخارجة عن تعاليم الإسلام فى نفوس الشباب، مستغلة جهل أغلبهم بتعاليم صحيح الإسلام الذى نهى عن القتل والتخريب.
الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، نظر إلى منابر مساجد الأوقاف بعين الاعتبار، باعتبارها المحور الرئيسى فى دحر الإرهاب، والحد من انتشار الأفكار الشاذة من خلال عرقلة صعود الإسلاميين المتشددين، التى جعلت من المساجد مأوى لنشر أفكارهم وآرائهم الشاذة، فلجأ جمعة إلى إصدار قانون تنظيم الخطابة، الذى قصر صعود المنبر على المعينين بالأوقاف والأزهر والمؤسسات الدينية الحكومية، تلك الفئة التى يتمتع أغلبها بالفكر الأزهرى الوسطى المعتدل، وداعمين لخارطة الطريق ورؤية الدولة المصرية فى دحر ومواجهة الإرهاب، إلى حد كبير، وإن كان بعض من ينتمى إلى تلك المؤسسات إخوانيا أو متعاطفا معهم، ويستغل المنبر فى التحريض، غير أن جمعة قام بمنع كثيرين منهم من اعتلاء المنبر بقرارات منع خاصة لكل منهم.
غير أن جهود وزير الأوقاف فى مواجهة الإرهاب لم تقتصر على قانون تنظيم الخطابة والسماح فقط لخريجى الأزهر باعتلاء المنبر، وبنظام الخطابة بالمكافأة، على من يتمتع بشروط عدة من أجل تقليص وجود تيارات الإسلام السياسى على المنابر والتحريض ضد الدولة، خصوصا فى صلاة الجمعة.
وقام بمنع التصوير داخل المساجد بعد تكرار وقائع دخول قنوات شيعية فى مساجد آل البيت، واختراقات عدة لحرمة المساجد.
منع التصوير داخل المساجد بعد تكرار وقائع دخول قنوات شيعية فى مساجد آل البيت
عبد الحى عزب.. حائط صد جامعة الأزهر
لم تجد جماعة الإخوان مكانا آمنا يمكنهم الانطلاق منه للتظاهر، وإثارة الفوضى فى مصر، إلا جامعة الأزهر، فبعد فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، وتظاهرات طلاب الجماعة لم تتوقف يوما، منها تخرج المسيرات إلى ميادين مختلفة، أو تكتفى بالتظاهر داخل الحرم الجامعى.
عام دراسى كامل بدأ فى أكتوبر 2013 كان كفيلا بإعلان جامعة الأزهر ولاية إخوانية، دخلت الشرطة الجماعة عشرات المرات، واشتبكت مع الإخوان مرات عديدة، وسقط عدد كبير من الضحايا بين قتلى ومُصابين، وبقى آلاف الطلاب غير قادرين على مواصلة الدراسة فى الجامعة، وفكرت مشيخة الأزهر فى إيقاف الدراسة عاما أو عامين، حتى تهدأ موجة تظاهرات الجماعة، إلا أن الاقتراح قوبل وقتها بالرفض.
مع بداية العام الدراسى 2014، انتهت مدة رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد، وبدأت مشيخة الأزهر البحث عن رئيس جديد للجامعة، حتى وقع الاختيار على الدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر الحالى، صحيح أن الرجل كان صداميا فى البداية، خصوصا فى تصريحاته وراهن عديدون على فشله، إلا أنه ومنذ توليه منصبه فى 2 أكتوبر 2014 نجح بشكل كبير فى السيطرة على الجامعة، وإعادة الهدوء لها، والخروج بالعام الدراسى بنجاح.
بعد تولى عزب رئاسة الجامعة بدأ التفكير فى كيفية مواجهة الإخوان داخلها، خصوصا بعد أحداث العام الذى سبق توليه منصبه، ورغم صعوبة القرارات، وقسوة عزب فى التعامل مع المظاهرات، فإنه لم يجد أمامه حلا لإنهاء المظاهرات، إلا غلق المدينة الجماعية.
مع بداية العام الدراسى، انتظر آلاف الطلاب من جامعة الأزهر من البنين والبنات فتح المدينة الجامعية، التى كان يتم عمل إصلاحات بها من قبل شركة المقاولون العرب، إلا أنه ولعدم انتهاء إصلاح التلفيات التى تكلفت ملايين الجنيهات، وحدثت نتيجة لتظاهرات الإخوان فى الجامعة واحتلالهم المدينة الجامعية، لم يتم فتح أبواب المدينة.
عزب، حاول إرسال رسالة للطلاب أن المدينة والجامعة ملك لهم وليس أحدا آخر، وعليهم أن يعرفوا قيمتها، لذا ورغم انتهاء إصلاح التلفيات بالمدن الجامعية تأخر فى فتحها، حتى يعرف الطلاب قيمتها، ويتأكدوا أن وجودها يريحهم من عناء البحث عن سكن فى الخارج بأسعار خيالية، علاوة على المعاناة فى المواصلات، وغير ذلك من أمور، وكل هذا حتى يحافظوا عليها، ويوقفوا التظاهر داخلها، ويتصدوا بأنفسهم لمن يحاولون التظاهر فيها.
بعد شهرين من الدراسة قررت الجامعة فتح الباب أمام الطالبات لدخول المدن الجامعية، وتم تسكين غالبية الفتيات فى وقت قليل، إلا أنه لم يفتح المدينة الجامعية للبنين، لأنها انتهت مؤخرا من الصيانة.
لم يكتف عبد الحى عزب بدور الأمن الإدارى أو حتى بمنح الشرطة حق دخول الجامعة، فقرر اتخاذ خطوة التعاقد مع شركة خاصة لتأمين الجامعة، خصوصا البوابات، التى كان تدخل منها العصى والحجارة والمولوتوف وغيرها، ورغم أن الأمور الأمنية بالكامل أوكلت إلى شركة «فالكون»، فإنها رفضت التعامل مع الطلاب داخل الحرم، واكتفت بتأمين البوابات، ونجحت فى ذلك، وسجلت حالات عديدة لمحاولات إدخال المولوتوف والخرطوش للطلاب، ومن ضمن المضبوطين أساتذة بالجامعة كانوا يهربون هذه الأدوات والصواريخ، لكن الشركة وفى وقت قصير أحكمت قبضتها على كل من يدخل ويخرج من الجامعة.
قبلها أعلن عبد الحى عزب، أنه لا حل إلا بدخول الشرطة لمواجهة العنف، وكان قرار رئيس الجامعة بعد أيام قليلة من فشل «فالكون» فى أول اختبار لها داخل الجامعة، حيث تم الاشتباك معها، وتم تدمير أحد البوابات الرئيسية، فاضطر عزب للجوء إلى الشرطة، وبعدها طالب «الداخلية» بتوفير قوات حماية تظل بشكل مستمر أمام باب الجامعة إذا لزم الأمر تدخل الحرم الجماعى.
نجح قرار عزب فى حل المشكلات الأمنية، فكلما بدأت تظاهرة لطلاب الجماعة دخلت الشرطة فيهرب الطلاب، الأمر الذى اضطر الإخوان فى النهاية إلى تغيير استراتيجة تظاهرهم، بتشجيع بنات الجماعة على التظاهر، لكن التدخلات الأمنية كانت أسرع فى التعامل معهم.
أكثر من 400 طالب وطالبة كانوا ضحية الفصل بسبب العنف والتورط فى المظاهرات، بعضهم فصل لعام واحد، والآخر فصل نهائيا، ورغم صعوبة القرار، فإن عزب أكد فى أكثر من مناسبة أن من لا يحترم الجامعة، والمبانى، والطلاب زملاءه، لن يكون له مكان فيها، مؤكدا أنه لا يهدد الطلاب، بل ينصحهم بضرورة الالتزام.
ورغم شدة عزب، فإنه لم يمنع طلاب الإخوان الموجودين فى السجون من أداء امتحاناتهم، رغم أن البعض طالب بمنعهم، إلا أنه لم يأخذ موقفا مضادا لهم وشجعهم على دخول الامتحان.
نصر فريد واصل.. وصف طلاب «الإخوان» بالخائنين لله ورسوله
مواقفه الثابتة وآراؤه الواضحة تزيده قوة وصلابة، هو العالم الجليل، الدكتور نصر فريد واصل، مُفتى الجمهورية الأسبق، والمعروف عنه ظهوره على فترات متباعدة لإعلان موقفه من القضايا الخلافية. واصل، تعرض لهجوم حاد من أحمد، نجل الرئيس المعزول، محمد مرسى، بسبب تصريحه بأن الجيش استجاب لإرادة الشعب، وأخذ بأخف الضررين فعزل مرسى، بعد رفضه إجراء استفتاء، وكتب أحمد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، «حتى أنت يا نصر فريد واصل، فعلا الرجولة مش ببلاش، انتهى زمن الرجولة اللى ببلاش»، ثم كتب فى تعليق عن الشيخ قائلا «باع دينه بدنيا غيره». مفتى الجمهورية الأسبق، أعلن كثيرا تخوفه من جماعات العنف، وقال إن القتلى فى صفوف قوات الجيش والشرطة شهداء لأنهم يجهادون فى سبيل الله بدفاعهم عن أمن وسلام المصريين، وتعرض إلى هجوم ضارٍ من الإخوان بعد تصريحه، الذى قال فيه إن مفهوم الشهادة لا يمكن تطبيقه على قتلى جماعة الإخوان المسلمين، لاعتبارهم خوارج حملوا السلاح ضد الدولة للدفاع عن سلطة الجماعة، كما زاد من هجومه على طلاب الجماعة بجامعة الأزهر فى الوقت الذى كانوا ينطلقون فيه بتظاهراتهم، حيث وصفهم بأنهم خائنون لله ورسوله.
عيّن مفتيا للديار المصرية فى 11 نوفمبر 1996، وظل بمنصبه حتى عام 2002، وتعرض الشيخ نصر فريد لضغوط من نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لإصدار فتوى بشأن إجازة تصدير الغاز للاحتلال فى أثناء توليه منصب مفتى الديار المصرية، وأقاله النظام المصرى من منصبه بعدها بفترة وجيزة فى سابقة نادرة الحدوث بمصر، لرفضه إصدار فتوى بإجازة تصدير الغاز لإسرائيل، ومن أسباب إقالته أيضا أنه كان ضد توريث الحكم.
تولى رئاسة الجامعة وسط ظروف صعبة ونجح فى وقف العنف.. وأنهى التظاهرات.. وأعاد الهدوء إلى كلياتها
أعاد عزب تأهيل المدينة الجامعية.. ورفض حرمان المحبوسين من أدء امتحاناتهم
[868741.psd]
علاء أبو العزائم.. «الصوفية» تحارب التطرف فى الداخل والخارج
الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، بذل عديدا من الجهود فى إطار دحر الإرهاب، ومواجهة انتشار الأفكار الشاذة، فى الداخل والخارج، بصفته رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، ورئيس الطريقة العزمية، التى تتمتع بثقل كبير داخل البيت الصوفى، فكان حريصا على عقد عدد من المؤتمرات بمقر المشيخة العزمية وخارجها فى عدد من الدول، بصحبة لفيف من علماء الأزهر الشريف، تحت عناوين عدة تدور كلها حول خطورة الأفكار الإرهابية.
جهود الشيخ أبو العزائم فى مواجهة العمليات الإرهابية من الناحية الفكرية لم تقتصر على عقد الصالونات الفكرية، وطباعة الكتب التى توضح حقيقة المفاهيم المغلوطة، لكنه خرج فى تصريحات عديدة، مؤكدا أن العمليات الإرهابية، وأعمال التخريب والعنف، ليست من الإسلام، بل طالت تصريحاته جماعة الإخوان والسلفيين بشكل معلن، وأكد أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة فى التحريض ضد خارطة الطريق، بل فجر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث استغل وجود جمع غفير من الصوفية فى أحد الموالد، وطالب مؤسسات الدولة بترحيل الإخوان والسلفيين من مصر حماية لشباب الوطن من شيوخ السلفية، وتيارات الإسلام المتأسلم، على حد قوله.
أبو العزائم، تبنى بعد ثورة 30 يونيو عقد عديد من المؤتمرات التى جابت أغلب المحافظات لتوضيح حقيقة قيام الثورة، وكشف مخططات الإخوان فى استغلال «30 يونيو» فى التحريض ضد الدولة.
وصف أبو العزائم أعضاء «الجماعة» ب«الخوارج».. وطالب بعدم الزواج منهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.