منذ حوالي 3 أعوام أعلن الفنان اللبناني، فضل شاكر، اعتزاله الفن وانضمامه لجماعة سلفية تعادي الشيعة في لبنان، معلنًا أن "الفن حرام ويحرض على الرذيلة ويغضب الله "، قبل أن يعود بعدها بسنوات للفن مرة أخرى. اسم واحد كان يقف وراء هذا التغير.. إنه الشيخ أحمد الأسير، أحد القيادات السلفية التي تصدرت المواجهة مع الشيعة في لبنان، والذي ألقت السلطات القبض عليه في مطار رفيق الحريري - اليوم السبت - مجهضةً محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور بعد تغييره لمظهره. وكان القضاء اللبناني قد حكم في فبراير من العام الماضي بالإعدام ل54 شخصًا، بينهم أحمد الأسير، بتهمة "الإقدام على تأليف مجموعات عسكرية تعرضت لمؤسسة الدولة المتمثلة في الجيش، وقتلت ضباط وأفراد منه، إلى جانب اقتناء مواد متفجرة وأسلحة خفيفة وثقيلة أُستعملت ضد الجيش"، وذلك على خلفية الاشتباكات التي شهدتها صيدا في يونيو 2013 بين الجيش اللبناني وحزب الله من جهة، وأتباع الأسير وعناصر محسوبة على جبهة النصرة من جهة أخرى، والتي قُتل فيها ضابطين و16 جنديًا بالجيش اللبناني، فيما خسر الأسير خلالها العشرات من مسلحيه. "الأسير".. اللقب الذي عُرف به الشيخ جاء من أحد أجداده الذي أُسر من قبل الفرنسيين في مالطة إبان الاحتلال الفرنسي للبنان. وُلد الأسير عام 1968 في صيدا بلبنان، ودرس العلوم الشرعية في كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى في بيروت، ويعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد بلال بن رباح في صيدا. وكانت الاعتصامات والخطابات هي طريقة الشيخ لدخول مضمار السياسة، وقد اشتهر من خلال الاعتصام الذي دعا له ونظمه وقاده في "ساحة الشهداء" عام 2011، للتنديد بالنظام السوري، كما نظم اعتصامًا أخر عام 2012، والذي شل مدينة صيدا لأسابيع من أجل نزع سلاح حزب الله. والموقف من الشيعة هو أحد أبرز النقاط المركزية في سيرة الأسير، حيث ألقى الكثير من الخطابات التي شن فيها حملة ضد شيوخهم. ومثلت ذكرى عاشوراء "نوفمبر 2012" أول احتكاك للأسير مع حزب الله، سقط خلاله قتيلان من أتباع الشيخ السلفي، وكان الأسير قد احتج على تواجد عناصر مسلحة من حزب الله في شقتين سكنيتين بمنطقة عبرا التابعة لمدينة صيدا، وتمكنت الوساطات من إقناع الأسير بسحب مسلحيه بعد وعد بإخلاء الشقتين. وبسبب الانقسام اللبناني على خلفية الازمة السورية، تعزز ظهور الأسير على مسرح الأحداث في بيروت، وبفضل وقوفه في وجه حزب الله وأمينه العام، حسن نصر الله، تمكن الشيخ من جذب العديد من الشباب لأتباعه، وتوفرت له الأموال فتحول إلى حالة سنية متطرفة في وجه الحالة الشيعية الحزبية المتطرفة. وكان الأسير قد وسع نشاطه، فتنقل معتصمًا مناصرًا للطائفة السنية في عدد من المناطق اللبنانية، وبات له أنصارًا يدافعون عنه، حتى ترددت أنباء عن نيته التوسع في اتجاه المناطق المسيحية.