"هل تبحثين عن الشهرة والنجومية وفلاش الكاميرات والحوارات الصحفية والتلفزيونية، دلوقتي ممكن حلمك يبقى حقيقة، لكن لو عندك الموهبة اتصلي على الأرقام التالية وسنحقق حلمك".. الجملة السابقة قد تصادفك كثيرًا خلال تصفح عدد من الصحف الرخيصة أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهي في الحقيقة ليست سوى الخيط الأول في شبكة اصطياد الفتياد الباحثات عن الشهرة والنجومية، والدخول في عالم التمثيل أو تقديم البرامج. ونجح عدد من قنوات "بير السلم" في الإيقاع بعدد كبير من الفتيات، واستدراجهن في النهاية لتصوير أفلام إباحية، وإقامة علاقات مع مالكي ومسؤولي تلك الفضائيات عقب إحكام سيطرتهم على هؤلاء الفتيات بطرق مختلفة. "التحرير" رصدت الظاهرة، ودور الأجهزة الرقابية الغائب، وحكايات ضحايا استغلال أصحاب القنوات من القوادين. سقوط «عنتيل الوايلي» شركة دعائية تمتلك قنوات فضائية غير مرخصة كانت أول من لجأ إلى ذلك الأسلوب الرخيص في استغلال الفتيات وبنات الجامعات والدبلومات والهاربين من الإصلاحيات أحيانًا، والمشردات في تصوير أفلام إباحية، وبيعها للشركات التي تتولي بثها في الخارج والداخل محققة إيرادات طائلة، وتزعم تلك العصابة من القوادين مخرج بمنطقة الوايلي يدعى "م. م"، 37 عامًا، كان يقوم بتصوير الأفلام المخلة في إحدى الشقق بعد إيهامهن بقدرته على إدخالهن إلى مجال التمثيل والشهرة، وتبين تصويره ل 10 أفلام إباحية مع فتيات، وبعرضه على النيابة قررت حبسه على ذمة التحقيقات. مخرج إيطالي وكشف مصدر أمني بمكافحة جرائم الآداب عن الفضيحة الأخلاقية بقناة فضائية أخرى، عندما استدرج شقيق مالك القناة فتاة لتصوير فيلم إباحي، طلبت العمل كمذيعة، وتقدمت الفتاة ببلاغ لضباط الإدارة وبعد تقنين الإجراءات، تم تسجيل وتصوير شقيق مالك القناة بطلبه من الفتاة تصوير المقاطع الإباحية وممارسة الجنس معها مقابل ظهورها بالقناة. وتبين استعانته بمخرج أفلام من إيطاليا، وعدد من المصورين لتصوير الفيلم الإباحي، وأوهمته الفتاة بموافقتها على تصوير الفيلم داخل استوديو في شقة بالمهندسين مجهزة بالكاميرات، فتم عمل كمين لضبط جميع المتهمين، وباحالتهم لنيابة العجوزة تم حبسهم جميعًا، وأصدرت المحكمة حكمها بحبس شقيق مالك القناة 3 سنوات، وحبس طاقم التصوير سنتين. حلم الشهرة.. بوابة السقوط كثيرا من الفتيات حلمن يومًا أن يصبحن مثل نجمات السينما والتلفزيون أمثال هند رستم ونادية الجندي ونبيلة عبيد، ومذيعات شهيرات علي الساحة، "نادية. ن"، 28 سنة، كانت تحلم بأن تكون نسخة من نادية لطفي نظرًا لتقارب الشبه معها، لكن أحلامها تبددت بعدما اصطدمت بذئاب بشرية في هيئة مخرجين، اشترطوا إقامة علاقات معها مقابل توصيلها لسلم المجد. نادية: عجوز أنقذني من الضياع "نادية" وهو اسم شهرتها، قالت إنها استوقفتها إحدى تلك الإعلانات عن الحاجة إلى ممثلات ومذيعات شابات، وتقدمت علي الفور، وأخبرها مسؤولي القناة الفضائية، أنها تمتلك كل مواصفات النجمة، مضيفة : "طرت من السعادة بعد سماعي تلك الكلمات، لكن رويدًا إكتشفت أن الأمر لا يعدوا كونه نصبًا واستغلالاً". وعرض عليها المخرج أولاً أن تقوم بتمثيل بعض المشاهد علي سبيل الاختبار "تيست" يتضمن مشاهد تحوي قبلات وأحضان، ولما ترددت قال لي هذه مشاهد عادية، وتنهي "نادية" حديثها ل"التحرير"، قائلة: "بعد أن أوجست منهم خيفة، أخبرها مسن يعمل في القناة المغمورة أن تهرب من المكان لأنه سوف يستغلونها في تصوير أفلام مخلة يهددونها به على الدوام لتنفيذ رغباتهم كما حدث مع فتيات قبلها، فقررت الهرب على الفور". سميحة: المخرج وضع يده على أجزاء حساسة بحجة تدريبي على التمثيل عاشت "سميحة ع"، 30 عامًا، من منطقة الحلمية، تجربة قريبة من "نادية"، حيث كان حلمها أن تصبح نجمة شهيرة مثل نبيلة عبيد حسب تأكديها، وقالت إنه استهواها إعلان على إحدى صفحات "فيسبوك" لاستقبال الفتيات الراغبات في الشهرة، وادعى الإعلان أن "الشركة الراعية" يشرف عليها كبار المخرجين، وتقوم بتأهيل الفتيات للعمل بالقنوات المختلفة، وتقديمهن إلى كبار المخرجين. وتابعت: "ذهبت إلى المكان الموصوف بالموقع الإلكتروني، ووجدت شقة مجهزة بأحدث الأثاث بمنطقة المهندسين، وكانت هناك فتيات أخريات جئن حسب الإعلان، وشعرت بانقباض قلبي من هؤلاء الأشخاص، وتأكدت شكوكي مع مرور الأيام، ومحاولة تحرش مخرج الشركة الفنية بي لفظيًا، ثم بدأت يدكلتا يديه تمتدا لأجزاء من جسدي بحجة تعليمي عدد من المشاهد وطرق التمثيل والحركة، فقررت الهرب من المكان، وفوجئت بإحدى الفتيات التي حصلت على رقم هاتفها بعد تعارفنا وتدعى "ابتسام" أنها تركت المكان بعد أن طلب منها المخرج تمثيل مشهد ساخن علي سرير غرفة بالشركة مع أحد العاملين هناك، وقال لها بالنص: "هي دي شروطنا لو عايزة تكملي". ريتاج: كان نفسي أبقى زي هند رستم.. والمخرج حاول اغتصابي حكايات ضحايا قنوات "البورنو المستترة" السابقات تختلف عن حكاية "ريتاج. م"، خريجة جامعة حلوان، التي وقعت هي الأخرى فريسة لأحد المخرجين الذي أوهمها بتقديمها للقنوات الفضائية، وأنه مقتنع بقدرتها على التمثيل، وأن تصبح نجمة في شهرة هند رستم، مضيفة أنها انساقت ورائه حتى اكتشفت أنه مجرد ذئب استغل حبها للتمثيل، ومحاولته الاعتداء عليها في شقته خلال تأديتها إحدى الأدوار أمامه، ولولا أنها صرخت بشدة وخشيته من الفضيحة، لم تكن لتنجو بشرفها حسب وصفها، وقبل أن تنهي ريتاج حديثها ل"التحرير" حذرت أن كثيرًا من الفتيات وقعن بالفعل فريسة لهؤلاء المخرجين والقنوات، ولم يستطعن النجاة مثلها، وطالبت بإنقاذهن. الشهرة على طريقة «شاكيرا وبرديس» حاولت إحدى القنوات الرخيصة استدراج "هيفاء. ص"، خريجة الجامعة العمالية بالقاهرة، حيث لفت جمالها الملحوظ، وقوامها أحد المخرجين، وأقنعها بقدرته على تحقيق رغبتها في الغناء، وأنه سيتبناها شخصيًا، وبعد عدد من الجلسات طلب منها صراحة أن تتنازل وتكشف أجزاء من جسدها ليقوم بتصوير كليب غنائي لها. وتقول "هيفاء" إن أسرتها شعرت بما يحدث في الوقت المناسب، واستطاعت أن تنقذها، وتختم حديثها: "كل ما بشوف اللي حصل لشاكيرا وبارديس والفضيحة، بفتكر إن ربنا نجاني من مخرج الشر". «الآداب».. تراقب ومن جانبه، أكد اللواء محمد ذكاء، مدير إدارة النشاط الداخلي بمكافحة الآداب، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، متابعة الإدارة لجميع مقاطع الفيديو التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات الكليبات والأفلام، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالف. وأضاف "ذكاء" فور الحصول على معلومات تجاه "فيديو كليب" أو عمل منافي للآداب، يتم البحث عن مخرج العمل وطاقم التصوير، وتشكيل فريق بحث من ضباط الإدارة لضبط القائمين على تلك الأعمال بعض إصدار إذن من النيابة العامة، مستشهدًا بكليب "سيب إيدي"، وما أثير من ضجة ورفض المجتمع له، فتم على الفور التوصل إلى بطلة الكليب وحبسها، بينما هرب مخرج العمل خارج البلاد. وأوضح مدير النشاط الداخلي بالإدارة، قيام بعض المخرجين والمنتجين باستقطاب بعض الفتيات الباحثات عن الشهرة والنجومية، واستغلالهن في أعمال منافية للآداب، وتصويرهن في أوضاع مخلة بالشرف، وابتزازهن بها، وأن ذلك في نطاق الأعمال الفنية لاكتساب النجومية بعد ذلك لاسكتمال طريق الشيطان بتصوير أفلام إباحية، مطالبًا بضرورة الإبلاغ عند الشعور بعد المصدقية أو تلقيهم طليات بأي أفعال منافية للآداب. خبراء الإعلام.. يحذرون قالت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن غياب الضوابط والمراقبة الإعلامية الفعالة على برامج المسابقات الوهمية التي تطرح ويعلن عنها عبر وسائل الإعلام، موضحة أن ذلك يتسبب في وقوع كثير من الفتايات ضحايا الابتزاز والاستغلال الجنسي. وأضافت "هويدا" في تصريح ل "التحرير"، أنه لابد من توعية الفتيات الباحثات عن فرص الشهرة ودخول عالم الفن، عن طريق مناقشة مخاطر تلك الظاهرة في برامج التوك شوك ووسائل الإعلام، بجانب المراقبة الجادة من قبل الجهات المختلفة مثل نقابة الموسيقين والحكومة، والتحقق من مضمون ما يقدم، وتفعيل القواعد والتشريعات المراقبة لبرامج المسابقات والفيديو كليب، فضلاً عن ضرورة تحقق الفتيات بالتحقق من الجهات المعلنة عن تنظيم المسابقات أو الأعمال الفنية، وسرعة اللجوء إلى الشرطة حال الوقوع في "فخ" الابتزاز. ومن جانبه، أكد الموسيقار إسماعيل الوسيمي، إن غياب الدولة عن المشهد في إنتاج الأعمال الفنية الهادفة والبرامج التيليفزيونية هو السبب، متسائلاً "الشباب هيروحوا فين علشان حد يكتشفهم..؟" وعن طريق ذلك يتهافت الباحثين عن الشهرة والنجومية على برامج مجهولة المصدر، والقنوات التي تبحث عن جذب المشاهدة باستغلال الفتيات وتصويرهن عرايا". وأضاف "الوسيمي"، أن النقابات الفنية لها دور كبير في مطاردة أصحاب النفوس الضعيفة من المنتجين والمخرجين، مستكملاً "ده هيخيلي شكلنا وحش قدام جميع دول العالم غير كده ضد المبادئ وأخلاق المجتمع المصري"، مختتمًا حديثه: "لابد من تحرك سريع من مكافحة الآداب والجميع يتكاتف للقضاء على تلك الآفة الجديدة على مجتمعنا".