قبل شهر رمضان بأيام دعوت إلى أن يمتنع الجميع عن إعطاء أموال صدقاتهم وزكاتهم إلى كل سيدة تحمل طفلًا تتسول به فى الشارع، وكان السبب فى هذه الدعوة هو تزايد حالات خطف الأطفال، بغرض المتاجرة بهم فى التسول وخداع الناس. فى نفس الوقت كانت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى قد تبنت نفس الدعوة، ودعت إليها، ولا أدرى هل أنشأت هذه الصفحات بناء على مبادرتى البسيطة، أم أنها مجرد تبادل أفكار.. لا يهم.. المهم أن المبادرة اتسعت، وانتشرت القصص التى يحكيها كثيرون عن رفضهم إعطاء أموال لأى سيدة تحمل طفلًا فى الشارع، بل إن بعضهم كان يواجه السيدة بسبب الرفض. لم يعد خطف الأطفال الصغار من الشوارع وربما من البيوت حدثا استثنائيا، فلم يعد يمر يوم إلا وتتعالى صرخات عائلات عديدة خُطف أحد أطفالها من الشارع. أعرف أن خطف الأطفال ربما كان لأغراض أخرى مثل نقل الأعضاء مثلًا أو تهريبهم إلى خارج البلاد، ولكن يبقى الغرض الأكبر هو المتاجرة بهم فى التسول، ولذا فإن مبادرة مواجهة السيدات المتسولات بالأطفال وعدم التصدق عليهن ربما تكون سببا فى مواجهة هذه الظاهرة اللعينة، بعد أن يعرف هؤلاء أن خطف الأطفال لم يعد مربحًا كذى قبل. آلاف حوادث الخطف تحدث، وتصرخ معظم العائلات بأن الشرطة لم تعر بلاغاتهم انتباها، ولذا فهناك فكرة أو مبادرة للداخلية -بالإضافة إلى البحث عن المخطوفين- أطرحها علها تنفذ أيضا، وهى البحث عن كل سيدة تحمل طفلا للتسول فى الشوارع والمترو والقطارات، وإثبات علاقتها بهذا الطفل من خلال شهادة ميلاد مثلا، أو حتى تحليلات طبية، فالأمر يستحق هذا الجهد، وأنا متأكد أنه فى خلال أيام سيعود مئات الأطفال إلى أحضان آبائهم وأمهاتهم.. أتمنى.