في تقرير بعنوان «الإخوان المسلمون .. من الصعب أن تكون في موضع المسؤولية» قالت مجلة الإيكونوميست إنه بعد عقود من الاضطهاد عرف خلالها جماعة الإخوان بالصلاح والكفاءة .. فإنهم الآن بعد أن تولوا مقاليد الحكم تضررت شعبيتهم بفعل تحديات السلطة والانتقادات المستمرة على نحو بات يهدد بضياع السلطة من أيديهم. وتابعت المجلة أنه عندما اجتاحت مؤخرا أسراب الجراد منطقة المقطم؛ حيث يقع مقر جماعة الإخوان المسلمون، علق الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم ينتظرون خروج «المتحدث الرسمي ليقول: الجراد تراجع بعد وعد الرئيس مرسي بتنفيذ كل ما مطالبهم» في تلميح إلى أنه بعد 8 أشهر في السلطة، حكومة الإخوان التي تدير مصر نوع من الوباء في حد ذاتها. وذكرت المجلة إنه بعد فترة وجيزة، هدد نوع مختلف من سرب مكاتب الحركة الإسلامية في القاهرة؛ حيث اختار عشرات من الشباب تلك البقعة لأداء عرض راقص ساخر على أنغام موسيقى "هارلم شيك" تعبيرا عن احتجاجهم ضد حكم الإخوان. وقالت المجلة البريطانية إن هذه الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها الجماعة لا تقتصر فقط على الإخوان في مصر، أو تتخذ النمط الساخر فحسب؛ لافتة إلى أن الاتجاه السائد من المحيط الأطلسي إلى الخليج هو أن الجماعات الإسلامية سواء تلك الحليفة للجماعة أو المنبثقة عنها أو حتى المتعاطفة معها، تواجه مجموعة من التحديات الصعبة. وأوضحت المجلة أن الجماعة تتعرض لأنواع مألوفة من التحديات حتى في البلدان لا تزال بمنأى حتى الآن عن اضطرابات الربيع العربي: مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لا تزال ملكية مطلقة بدأت هذا الأسبوع محاكمة 94 إخواني من المتهمين بالانتماء للجماعة بتهمة التآمر ضد الدولة. في معظم أنحاء المنطقة هذا النوع الجديد من المحاكمات لم يتسبب فيه الاضطهاد على غرار العقود الماضية، ولكن المسؤوليات وأعباء تولي المسئولية؛ بحسب المجلة. ورأت أنه مقارنة بالعلمانيين المنقسمين في العالم العربي، يبدو الإخوان في كثير من الأحيان أكثر تماسكا وانضباطا، كما أنهم نأوا بأنفسهم عن قتامة الطيف الإسلامي وعلى عكس معظم الجماعات المتشددة، خفف الإخوان بوجه عام الدعوات لتطبيق الشريعة، أو سحق إسرائيل، بشيء من الصبر والبرجماتية؛ وفي هذا السياق تستشهد المجلة بما قاله مبعوث غربي في مطلع العام الماضي: «ببساطة، الإخوان هم اللاعبون الوحيدون على الساحة». واعتبرت أنه بعد خروج الإخوان من المنفى، ومن السجون والشقوق الضيقة التي كانت تتنصت عليها شرطة الأنظمة القديمة السرية لم تكن تحركاتهم سهلة؛ حيث عاودت الانقسامات الداخلية الظهور مجددا، ووقعت عملية تطهير على يد الإخوان المحافظين الذين أطاحوا بالعناصر الأكثر حداثة في التفكير من مراكز القيادة، كما أدى بطء شيوخ الإخوان في احتضان الثورة وتفضيلهم الذي لصفقات الغرف الخلفية مع المؤسسات التي لا تزال قوية الدولة العميقة في مصر، وبخاصة الجيش والقضاء، إلى نفور كثير من أعضاء الإخوان الأصغر سنا. وأصبح أعضاء الإخوان السابقين يصنفون على أنهم من بين أشد منتقدي الإخوان ضراوة وفعالية. والبعض، اختار حلا وسطا وبدا أكثر استعدادا للتحالف مع الليبراليين، بما يشكل تهديدا محتملا على نحو متزايد لقاعدة الإخوان الانتخابية؛ بحسب المجلة. وكانت المفاجأة -بحسب تعبير المجلة- أن السلفيين وليس الساسة الليبراليين هم من قاموا مؤخرا بنشر قائمة تفصل كيف تسلل الإخوان إلى المناصب الحكومية الحيوية. وأعربت المجلة عن دهشتها لأن الإخوان هم من يراوغون للدفاع عن الفوائد "غير الإسلامية" التي يتقاضاها صندوق النقد الدولي على القروض الأجنبية التي باتت حكومتهم بحاجة ماسة إليها ويسمونها "رسوم خدمة". غير أنه في ظل المتاعب الاقتصادية المزمنة وتفاقم البطالة، تراجعت شعبية الجماعة؛ بعد أسابيع من احتجاجات دموية واسعة النطاق في كثير من الأحيان ضد الاستبداد الملموس لحكم الرئيس مرسي؛ حيث عانى مرشحو الإخوان مؤخرا هزائم غير مسبوقة في انتخابات اتحادات طلاب الجامعات في مصر. بعض من الكره المتزايد تجاه الإخوان يتعلق بشكل غريب -على حد وصف الإيكونوميست- بالدول الغربية التي تجنبتهم لأمد طويل؛ حيث استقبل جون كيري وزير خارجية أمريكا الجديد في أولى زياراته مصر اتهامات غاضبة بمحاباة الإخوان، ورسوم كاريكاتورية تصوره بلحية وزبيبة. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن منافسي الإخوان لا يزالون منقسمين، وعدد قليل من قادة الليبراليين لديهم رؤى متماسكة وجاذبية شعبية؛ مضيفة أنهم ربما سوف يعثرون على أحد هؤلاء الزعماء في الوقت المناسب، وربما ينبغي على هؤلاء الدبلوماسيين الذين يعتمدون على الإخوان لتحقيق العدالة والازدهار إعادة النظر بشأن رهاناتهم مرة أخرى.