شاهدنا جميعا لقاء القمة فى الأشهر الأخيرة بين الريال والمان فى معلب البرنابيو فى العاصمة الإسبانية مدريد. الجميع كانوا فى انتظار أول لقاء حقيقى ورسمى ولأول مرة بين المان وابنه المدلل السابق رونالدو، الجميع كانوا فى انتظار ظهور السير وأمامه خليفته الأوحد كما أعلن سابقا العبقرى جوزيه مورينيو. عوامل كثيرة كانت تعطى المباراة طابعا خاصا من المنافسة الشريفة والمحترمة التى توقعها العالم أجمع، أضيف إليهم السيدة العجوز، وهى حالة استثانئية بعد كوارث ومراهنات وقضايا وتأثير على الدولة الإيطالية من إعلاميين وحكام وإداريى أندية ومراهنات، ليهبط إلى دورى القسم الثالث، ومع ذلك نرى تجربة فريدة من نوعها أعتقد أنها من الصعب تكرارها جدا فى مكان وزمان ليصل فى غضون سنوات قليلة لا تضاهى حجم الخسارة بالهبوط رغما عنه ليتأثر اسم السيدة العجوز فى مختلف أقطار العالم ليبدأ الجميع فى مدينة تورينو معقل السيارات فى العمل بجد كأنهم يصنعون سيارة من نوع خاص متطورة مع العصر تواكب الحدث العالمى ليأتى الحفيد أندريا للراحل الكبير أنييلى لنرى ونشاهد فكرا جديدا، حياة جديدة، سيارة فارهة تعمل على مناطحة كل الماركات التى سيطرت على السوق الأوروبية من نوعية البرسا. الريال، المان، الباير، وأعتقد أنه بدأ المسار الصحيح مع الصناعة المحلية والقضاء عليهم تماما من كل أندية إيطاليا والبقاء فى المقدمة لعامين متتاليين متصدرا، وتحقيقه الاسكوديتو للموسم الماضى فى منافسة مع أندية مستقرة كبيرة جدا، الميلان والإنتر ونابولى وروما، ومع ذلك تفوق بفكر الشباب والتخطيط الجديد لمعقل السيدة العجوز، عموما هى تجربة جديرة بالاحترام والتقدير لنادٍ انتهى وهوى بالفساد ليصعد مرة أخرى إلى منصات التتويج فى وقت قليل جدا أتصور أنه إعجاز كروى كبير عندما شاهدناه فى لقاء السلتيك فى دورى أبطال أوروبا، صحيح هناك فارق كبير بين الماكينات، إنما التجربة فريق يصعد من تحت الأرض ليون فى عنان السماء بالعمل والفكر والاجتهاد، وليست الأموال فقط لا غير، استمتعت بهذا الأسبوع بالأموال فى لقاء باريس جيرمان، وهو يذكرنا بالفريق البلاستيكى أو على الأقل فريق البلاى ستيشن، وهذا الواقع الحقيقى للفريق الذى أنفق عليه ملايين فى سنة فقط لا غير، وهذا هو التناقض بين الفريق العريق وإدارته والفريق الباريسى وأمواله، ومع ذلك نحترم التجربتين، وهذا ناجح وهذا ناجح، ولكن الفارق فى المدة، فى الاستمرار فى التألق والظهور على المنصات التى تَعوَّدها اليوفى فى تاريخه الطويل، وهذا ليس تقليلا من الباريس سان جيرمان، ولكن نحتاج إلى المقارنة بين التجربتين، وهذا ما تم فى الأسبوع الأول فى البطولة الأقوى والأعظم فى العالم.