وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية اليوم ،الإثنين، اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل لتكون محطته الخارجية الأولى بالاختيار الموفق، حيث تعيد زيارته المرتقبة القضية الفلسطينية من جديد إلى الواجهة وتعطي دفعة لعملية السلام المتجمدة منذ أعوام عدة. وأوضحت الصحيفة ،في مقال افتتاحي على موقعها الإلكتروني اليوم، أن زيارة أوباما المقررة في 12 مارس المقبل، تمنحه فرصة ثمينة لإنجاز ما هو أبعد من مجرد طمأنة حليفه الإسرائيلي بشأن دعم بلاده الوثيق وغيرالمتزعزع لإسرائيل، وهو إعادة إحياء عملية السلام التي تتحمل إسرائيل الجزء الأكبر من مسئولية الجمود الذي أصابها طيلة الأعوام الماضية. وتابعت الصحيفة كما أن من الممكن أن تعطي هذه الزيارة دفعة ودعما قويا للفلسطينيين لاسيما وأن حرص أوباما على زيارة مدينتي رام الله والضفة الغربيةالمحتلة، يستهدف إيصال رسالة واضحة مفادها أن الشرق الأوسط لا يزال يتصدر قائمة أولويات البيت الأبيض وأن القضية الفلسطينية لم تندثر تحت وطأة الأحداث العالمية الساخنة. وأضافت «الجارديان» فمجرد أن يقوم رئيس الولاياتالمتحدة بزيارة إلى مدن فلسطينية سيقوي الفلسطينيين الذين يفضلون مسار المفاوضات والدبلوماسية على العنف، لاسيما وأن الأحداث التي توالت على مدار الأشهر الأخيرة صبت في مصلحة معسكر الجهاد المسلح. ورأت الصحيفة أن أوباما قد أخطأ بعدم زيارته إسرائيل خلال فترته الرئاسية الأولى نظرا لأنها قوضت من حجم النفوذ الذي كان من الممكن أن يمارسه الرئيس الأمريكي على الحكومة الإسرائيلية وبالأخص شعب إسرائيل بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين. كما أكدت أن مجرد الإعلان عن موعد الزيارة قبلها بفترة طويلة ينطوي في حد ذاته على دلالات وإشارات مهمة، حيث رأى بعض مسئولي البيت الأبيض أن الإعلان مبكرا عن موعد الزيارة استهدف تذكير الأحزاب الإسرائيلية التي تخضع حاليا لمناقشات ومفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بحتمية أن يكون السلام مع الفلسطينيين عاملا أساسيا في مفاوضاتهم. وفي ختام مقالها الافتتاحي، قالت الجارديان "فحضور أوباما شخصيا إلى إسرائيل ربما يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف الحكومي على التفكير في علاقاتهم مع دول الجوار وعدم قصر اهتماماتهم على القضايا الداخلية.