ماذا لو تمتع السيد الرئيس محمد مرسى بصلاحية استعمال زر «undo» فى حياته السياسية؟! زر undo ستجده فى عدد كبير من البرامج «الوندوزية» فى أثناء عملك على الكمبيوتر، ومهمته هى تسهيل الرجوع عن قرارك الأخير سواء كان جملة كتبتها أو كلمة أخطأت فى حروفها أو صورة قمت بإدراجها وترغب فى استبدالها أو إلغاء العملية تمامًا، فما عليك وقتها إلا أن تضغط على ذلك الزر العظيم «undo» لتعود الحال كما كانت عليه قبل الخطأ وكأن شيئًا لم يكن. ماذا لو كان من حق السيد الرئيس محمد مرسى استعمال ذلك الزر وقتما شاء؟! أتصور أنه فى معظم القرارات التى اتّخذها كان فى حاجة إلى إضافة صلاحية استعمال هذا الزر لصلاحياته كرئيس للجمهورية.. فلنتخيّل إذن وجود الزر أمام كل قرار اتّخذه السيد الرئيس، وما عليه إلا أن يضغط عليه، ويا دار ما دخلك قرار. فرض حظر التجول على مدن القناة.. undo/ رفع أسعار السلع وزيادة الضرائب.. undo/ إقالة النائب العام.. undo تعيين النائب العام السابق سفيرًا بالفاتيكان.. undo.. ألخ .. الفكرة فى حد ذاتها مريحة جدًّا ومناسبة لسيادة الرئيس، وستجعله يتحرَّك سياسيًّا بحرية أكثر من غير ما يشيل هم اللحظة التى سيواجه فيها شعبه بالتراجع ثم التراجع عن التراجع أحيانًا، والحقيقة أن undo ليس الزر الوحيد الذى نحتاج إليه اليومين دول، فالعديد من الأزرار لو توفَّرت لنا إمكانية التمتع بصلاحيتها فى حياتنا لاختلفت تمامًا.. ماذا لو كان لدينا مثلًا إمكانية أننا نعمل «block» لشخص بعينه أو «جماعة» بحالها من حياتنا إلى الأبد؟ أو صلاحية انتقاء الثقافات الجديدة ذات الفكر المحترم ونشرها بمجرد الضغط على زر share. أو أن تصبح لديك صلاحية التعبير عن عدم إعجابك بقرار ما اتخذه شخص أو «جماعة» والاعتراض عليه بضغطة زر «dislike». ولو استمر اعتراضك على هذه القرارات يحق لك وقتها أن تتحد مع عدد من أصدقائك المعارضين وعمل «report» لهذا الشخص أو تلك «الجماعة» وإيقافهم عن العمل السياسى إلى الأبد. وأخيرًا إمكانية أن تقوم بعمل log out لصفحة ما فى حياتك، لمجرد أنك زهقت منها، ولو استمر زهقك يصبح من حقك عمل deactivation للصفحة باللى فيها وإغلاقها تمامًا وفتح صفحة جديدة بحساب جديد وناس جديدة تختارهم بعناية هذه المرة، متجاوزًا الماضى بكل أخطائه واختياراته بعد أن أدركت السليمة فيها من البلح.