هل نجح إضراب المعلمين؟ المسؤولون يقولون إنه لم ينجح، والمعلمون يقولون إنه نجح، لدرجة أن أولياء الأمور تضامنوا معهم، لكن مع الحيرة فى الإجابة عن السؤال تطل الحيرة بسؤال أسبق: لماذا لم يتم الاستجابة، أو حتى التلويح باستجابة حتى الآن؟ مؤسس حركة «معلمون للإصلاح» سمير الشريف أوضح أن كلام المسؤولين ما هو إلا كلام فى الهواء، وأن المعلمين لا يلتفتون إلا إلى الأفعال، فمرات كثيرة خرج الدكتور أحمد جمال الدين موسى ليؤكد تضامنه مع مطالب المعلمين واعترافه بمشروعيتها، ولكنه لم يحرك ساكنا لتحقيقها، مشيرا إلى أن إضراب المعلمين استطاع أن يسهم فى توضيح أهداف المعلمين للطلاب وأولياء أمورهم، مضيفا أن المعلمين حصلوا على تأييد لمطالبهم من أولياء الأمور واستطاعوا أن يكسبوهم فى صف المعلمين. لكن تصريحات الوزير، أحمد جمال الدين موسى التى أشار فيها إلى أن 2.6% فقط من المدارس هى التى أعلنت إضرابها، أثارت استياء حركة شباب 25 يناير، فزين العابدين على عضو الحركة قال ل«التحرير» إن المعلمين أعدوا قائمة بأسماء المدارس التى أعلنت إضرابها عن العمل، مؤكدا أن إضراب المعلمين نجح بنسبة تخطت ال80%، منتقدا تعامل الإعلام الحكومى والقنوات الرسمية مع إضراب المعلمين. عضو اتحاد المعلمين المصريين عبد الناصر إسماعيل، أكد أن هناك إدارات تعليمية أضربت بالكامل، مشيرا إلى أن هناك ملمحا قويا استطاع إضراب المعلمين أن يظهره للرأى العام، وهو أن هناك قوى مجتمعية جديدة منظمة وقادرة على التأثير فى المجتمع، ظهرت على الساحة بعيدا عن سيطرة الإخوان المسلمين والحكومة ووزارة التربية والتعليم، موضحا أن ما فعله اتحاد المعلمين والنقابة المستقلة وروابط المعلمين أثبت للجميع أن المعلمين المصريين قادرون على إحداث التغيير، مضيفا «لو مافيش استجابة قبل يوم الخميس، يوم السبت هنجيب خيامنا وشنطنا ونعتصم أمام مجلس الوزراء». «إحنا مع المعلمين ولكن علقنا الإضراب لكى نعطى الوزارة فرصة لتحقيق مطالب المعلمين» هذا ما يقوله الأمين العام لحركة معلمين بلا نقابة، حسن العيسوى، مشيرا إلى أن الحركة منحت وزارة التربية والتعليم مهلة 20 يوما لتحقيق مطالب المعلمين، لكن لو لم تظهر أى بادرة استجابة من الوزارة خلال هذه الفترة سينضم معلمو الحركة إلى المعلمين المضربين، ووقتها ستكون كل الخيارات التصعيدية مطروحة. عضو النقابة المستقلة للمعلمين، محمد دياب، يرى أن مطالب المعلمين ليس مطلوبا تنفيذها فى التو واللحظة، وأن كل ما يطلبه المعلمون حاليا هو إقالة وزير التربية والتعليم من منصبه حاليا، حتى يتم التفاوض على بقية مطالب المعلمين لجدولتها وتنفيذها خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن الوزير لم يكلف نفسه عناء البحث فى أصل مشكلة المعلمين، أو طرح الحلول من جانبه لحلها أو الوصول لحلول وسطى ترضى جموع المعلمون. «وزير التربية والتعليم أصبح خصما للمعلم» يؤكد ذلك نقيب نقابة المعلمين المستقلة فى جنوبالقاهرة السيد عبد العظيم، مؤكدا استمرار المعلمين فى تنظيم الإضراب المفتوح داخل المدارس، دون ممارسة للعمل، لافتا إلى أن الإضراب هو وسيلة الضغط المتاحة حاليا أمام المعلمين بعد تجاهل الوزارة المستمر لمطالبهم، مشيرا إلى أن المعلمين قسموا مطالبهم إلى مطالب عاجلة ومطالب آجلة، موضحا أن المطالب العاجلة متمثلة فى إلغاء الأمن السياسى الموجود حاليا داخل وزارة التعليم ومديرياتها، مشيرا إلى أن هذه المطالب العاجلة لن تكلف الوزارة أو الحكومة أى مليم، بل ستوفر للحكومة ولميزانية التعليم أموالا طائلة، كانت مهدرة.