يقول المولى -سبحانه وتعالى- «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» . وقد أمرنا الله تعالى بالتقوى والصدق ولن يستقيم ظاهر العبد إلا باستقامة باطنه كما أخبرنا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «والله لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم باطنه». ومن فتوحات العارفين للشيخ صالح أحمد الشافعى أبو خليل -رضى الله عنه- قال: «إن للباطن تموجات كتموجات البحر لن ينجو منها إلا عبد أخذته جذبة العناية إلى ساحل السلامة من أول مرة أو أبصر علة باطنة وقدر خطرها فأتى الأمر من بابه وتوجه إلى ربه توجه الصادقين». وطالما وجد هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه حتى أعلى الله شأنهم ونصرهم على أعدائهم وأعزهم بدينه وأعز بهم الإسلام وأيدهم بروح من عنده فعاشوا هداة مهتدين. وقد أوجد الله -سبحانه وتعالى- هؤلاء الرجال ليجددوا الروح الإيمانية فى الناس، خصوصا بعد انتشار المعاصى والموبقات. ويقول سيدنا الشيخ صالح أبو خليل -رضى الله عنه- فى كتابه «فتوحات العارفين كشف الغطاء عن أهل البلاد»: «قاتل الله شهوة حب الظهور وشهوة الشهرة والسيطرة والأغراض الدنيئة، إن هؤلاء الذين يرددون النصوص الكريمة دون روح نورانية فى قلوبهم وبغير مقصد شريف يرجون منه رضاء الله، هم خطباء الفتنة الذين يثيرون الفتنة والقلاقل والجدل العقيم وكراهية الناس لبعضهم، إنهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون.