تنظم دار «التنوير» البيروتية العريقة، في الثامنة والنصف من مساء غد الأربعاء، احتفالية كبيرة يشهدها مثقفون وأدباء وكتاب وإعلاميون وفنانون، بمناسبة افتتاح مقرها الدائم الجديد بوسط القاهرة (8 شارع قصر النيل)، والذي يعد، إضافة إلى نشاطه الفاعل والمهم في مجال النشر، أحدث مركز ثقافي متكامل في قلب القاهرة. الاحتفالية التي تنظمها «دار التنوير»، من المقرر أن تستضيف الدكتور يوسف الصديق الأستاذ في جامعة السوربون، الذي يحضر خصّيصا من باريس بمناسبة افتتاح المقر الجديد، ولإلقاء محاضرة حول كتابه «هل قرأنا القرآن؟»، الصادر حديثا عن «دار التنوير»، في كل من تونسوالقاهرةوبيروت، يعقبها كلمات يلقيها كل من: إيمان مرسال، حسن ياغي، نوري عبيد، خالد السرجاني، ويحيى الجمال، بمناسبة الافتتاح. «دار التنوير» التي تأسست في بيروت منذ عقود، إحدى شوامخ دور النشر العربية العريقة التي لعبت دورا تنويريا كبيرا على امتداد العالم العربي كله، بمساهمتها في نشر الأعمال الفكرية والثقافية المتميزة، وقدمت للقارئ العربي أعمالا عُدت من أركان النهضة والتنوير في العالم العربي المعاصر، وعرّفت القارئ العربي على أهم الكتاب والأعلام الكبار في الفكر العربي المعاصر، والثقافة العربية المعاصرة، مثل: عبد الله العروي، ومحمد عابد الجابري، وحسن حنفي، وجابر عصفور، ونصر حامد أبو زيد، وفؤاد زكريا، وبرهان غليون، وعلي مبروك، وغيرهم. كما تميزت الدار بتقديم ترجمات فلسفية وفكرية شكلت مسارات وتكوين أجيال عديدة من الكتاب والمبدعين والمثقفين في عموم العالم العربي، وكان لها حضور كبير ولافت في وجدان أجيال من الشباب العربي المثقف. ومع انطلاقتها الجديدة، تعيد «التنوير» نشر أعمال عبد الرحمن منيف، ونصر حامد أبو زيد، وربيع جابر، في طبعات جديدة، جنبا إلى جنب إصداراتها الحديثة التي تواكبت مع معرض القاهرة الدولي للكتاب ال44، منها: «بلاغة الحرية» لعماد عبد اللطيف، و«في مستوى النظر» للقاص منتصر القفاش، والأعمال الروائية الكاملة لمصطفى ذكري، إضافة إلى إعادة نشر كلاسيكيات الفكر والإبداع الغربي في طبعات جديدة أنيقة ومنقحة، منها أعمال جان جاك روسو «العقد الاجتماعي»، وفولتير «كانديد»، وجون بول سارتر «الوجودية مذهب إنساني»، ولويس كارول «آليس في بلاد العجائب وآليس في المرآة»، وغيرهم. كما تصدر الدار أعمالا جديدة لكل من ياسر ثابت، وبسمة عبد العزيز، وعبد اللطيف الهرماسي، ويوسف الصديق، وغيرهم من الكتاب الشبان الذين تحرص الدار على نشر أعمالهم، إضافة إلى ترجمات متميزة لكتاب عالميين، تقدمهم الدار إلى القارئ العربي للمرة الأولى، مثل إيفان كليما في «حب وقمامة»، وساندور ماراي في «كازانوفا في بولزانو»، وإيفالينا بيساران في «الثورة الإسلامية والاقتصاد»، وتشارلز سايف في «فك شفرة الكون»، وقد حرصت الدار على أن تكون مؤسسة نشر عربية تعد برنامجا موحدا للنشر، وتقوم بتنفيذه في دول عربية عدة في الوقت نفسه، حيث كانت البداية في بيروت، ثم القاهرة، ثم تونس، وفي برنامجها افتتاح مقار جديدة في دول أخرى. وتفتتح دار التنوير مكتبة تعرض ويباع فيها كتب عديدة لدور نشر مصرية وعربية، إضافة لمقهى ومساحات لعرض اللوحات الفنية وأنشطة مثل توقيعات كتب وندوات ثقافية وعروض أفلام.