محمد سعد وتامر حسنى لم يتأثرا بالثورة.. فالأول ما زال يقلد «اللمبى».. والثانى يجدد ب«عمر وسلمى» بمجرد أن تجلس لتقارن بين ما يحدث عقب مرور عامين على الثورة، وقبلها بعام أو اثنين ستكتشف أنه «كأنه لم تكن هناك ثورة». عامان مرَّا دون اختلافات تليق بأن نقول إنه كانت هناك ثورة، أو أن يخرج علينا فنان ليقول إن الفن تغير كثيرا عن ذى قبل، فالمتابع لحصاد هذين العامين سيصطدم دائما بكل ما لا يشبه الثورة، ولا ما حلم به القائمون عليها. فى بداية صيف 2011 عاد إلينا محمد سعد بفيلم «تك تك بوم»، وهى نسخة مشابهة ل«اللمبى» و«عوكل» وما شابههما، ولكنه أضاف هنا أحداثا تشبه الثورة، ومشاهد تتحدث عن البلطجية فى تلك الفترة، وكنوع من التغيير أضاف مشهدين فى النهاية يتحدثان عن مستشفى «سرطان الأطفال» وكيف دافع عنها، لينتهى مفهوم الثورة عند سعد بعد ذلك. بعدها تتوالى إنجازات الثورة فى السينما، فيخرج «السبكية» كعادتهم ب«شارع الهرم» ليكتسح شباك الإيرادات ويحقق سعد الصغير بطل الفيلم نفس ما حققه قبل الثورة بفيلمه «ابقى قابلنى»، وهو أن يخرج علينا فيلم لا يحمل مستوى فنيا أو أخلاقيا يذكر، ويلاقى هجوما عنيفا من صناع السينما أنفسهم قبل الجمهور، ويفاجئ الجميع بتحقيق الفيلم لأعلى إيرادات، ليثبت «السبكية» للجميع أنهم الأكثر فَهمًا لما يحدث، وينتهى العام ب«أنا بضيع يا وديع» معبرا أكثر عن حال السينما. يناير 2012 بدأ ب«عمر وسلمى 3»، فبعد جزأيه اللذين عرضا قبل الثورة، رأى تامر حسنى أن الاختلاف الذى سيقوم به بعد أن قامت الثورة ومساحة الحرية التى أضيفت إليه فى هذا الوقت، هو أن يقوم بعمل جزء ثالث من نفس الفيلم، وإن كان لم يحقق نفس نجاح الأجزاء السابقة، وتتوالى الأفلام فيطور «السبكية» من أدائهم ويقدمان «مهمة فى فيلم قديم» و«عبده موتة»، ويثبت الأخير للجميع نفس ما أثبته «شارع الهرم» ويحقق إيرادات تجاوزت ال20 مليون جنيه، لتبقى وجهة نظر «السبكية» هى الصحيحة بأن السينما لم تختلف فى شىء. على الجانب الدرامى ورغم الأزمات الاقتصادية التى خرج علينا بها صناع الدراما، فوجئنا بوجود 68 عملا دراميا فى رمضان 2011، و70 فى رمضان 2012، لنتمنى أن يكون هناك من بينها ما هو أكثر اختلافا عن الأعوام السابقة، لنفاجأ بجزأين من فواصل الردح والرقص تمثلا فى جزأى مسلسل «كيد النسا»، وعلى سبيل عدم الواقعية والنحت وجدنا «الزوجة الرابعة»، لتخرج الأعمال التى كنا نتمنى مشاهدتها مثل «ذات» كى ننتظره للعام الثالث على التوالى، ونحاول أن نقنع أنفسنا بأنه هناك جديد هذا العام نأمل فى أن نحتفل به فى الذكرى الثالثة للثورة، وإن كانت كل العلامات حتى الآن لا تشير إلى هذا.