جولة الإعادة تحصر الصراع بين زيمان «الشعبوى» وشوارزنبرج «الأرستقراطى». رغم الجدال الدائر فى البلاد والاتهامات بعدم جدية ولا شرعية الانتخابات، فإن التشيك تخوض يومَى 25 و26 يناير الجارى، جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، التى تجرى للمرة الأولى، منذ انهيار الشيوعية بنظام الاقتراع المباشر. وكان الرئيس التشيكى الحالى المنتهية ولايته مارس المقبل، فاتسلاف كلاوس، قد وصف الانتخابات ب«الخدعة الكبرى، وغير الشرعية»، وذلك بعد حصول مرشح حزبه «المدنى الديمقراطى» بامسيل سوبوتكا، على 2.5% فقط من أصوات الناخبين، بينما ستتم جولة الإعادة بين مرشح تيار يسار الوسط رئيس الوزراء السابق ميلوس زيمان، الذى حصل على 25% من الأصوات، ومرشح التيار المحافظ وزير الخارجية الحالى كاريل شوارزنبرج، الذى حصل على 22% من الأصوات. بدوره، الغرب يشعر بالارتياح من نتائج تلك الانتخابات، فأيَّا كان الفائز، فكلاهما من المؤيدين والمناصرين للغرب على عكس كلاوس. ولكن جدل الشرعية ليس هو الشاغل الأكبر للانتخابات التشيكية، ولكن حسب محللين، يبدو أن الصراع الانتخابى يسير بقوة، خصوصًا فى جولة الإعادة، نحو «الطبقية» بصورة غير مسبوقة فى الدولة التى كانت إحدى الدول الشيوعية والتى اندلعت بها «الثورة المخملية» للمناداة بالحريات. وتظهر تلك الطبقية فى أن زيمان يعد وفق كثيرين، وحسب تصريحاته ممثل المناطق الريفية والمناطق المهمشة، فهو يطرح نفسه ك«شخصية شعبوية علنية»، علاوة على أنه يطرح برامج اقتصادية مختلفة لمعالجة الركود الحالى الذى تعانى منه البلاد، من دون اللجوء إلى الحلول التقليدية لخطط التقشف التى من المتوقع أن يلجأ إليها شوارزنبرج. أما شوارزنبرج فهو يطرح نفسه كشخصية «أرستقراطية موثوق فيها، لها وزن ثقيل فى السياسة الخارجية»، مولعًا بالظهور فى اللقاءات التليفزيونية والحملات الانتخابية ممسكًا بغليون وبزة تعود للعهود الارستقراطية القديمة، علاوة على أنه يطرح نفسه كمناضل قديم ضد النظام الشيوعى، أقام فى المنفى بالنمسا فترة، وعاد بعد الثورة المخملية وعمل مع فاكلاف هافل الفيلسوف والكاتب المسرحى آخر رئيس لتشيكوسلوفاكيا، وأول رئيس لجمهورية التشيك، ووقف علنًا ضد كلاوس بجانب هافل فى معركته ضد الرئيس الحالى حول حقوق الإنسان. لذلك فالكلمة الآن للشعب التشيكى للاختيار بين «الحضرى ذى العلاقات الدولية القوية»، أو «الشعبوى الصريح».