واقعة قتل جديدة تدلّ على تفكُّك أسرى وانحطاط مجتمعى جديد، شهدتها منطقة كرداسة الشعبية، أنهى فيها رجل حياة نجل زوجته الذى ينفق عليه، بعدة طعنات قاتلة، لأن الشاب تجرأ وشرع فى الزواج. تم القبض عليه وباشرت النيابة التحقيق. المتهم اعترف تفصيليا بالحادثة، وأكد أمام النيابة أن ابن زوجته «كان ينفق على الأسرة ويساعدنى على مواجهة أعباء الحياة، وقد علمت أنه سوف يتزوج ويتفرغ لزوجته، وبالتالى سوف ينشغل بأسرته الجديدة ويتركنى وحيدا أمام مسؤولية الأسرة، فقررت أن أقتله، وقد حدث ذلك أمام زوجتى». حادثة القتل التى هزَّت المنطقة الشعبية وردت تفاصيلها على لسان الزوجة التى فقدت ابنها وزوجها فى لمح البصر أو أقل، نادية زكى، 41 سنة، عاملة نظافة، قالت ل«التحرير» إنها تزوجت جمال.م. 50 سنة، عامل، المتهم، منذ عامين، وأنجبت منه طفلة واحدة لم يفرق فى المعاملة بينها وبين أبنائها، مشيرة إلى أن زوجها كان يعامل الطفلة معاملة طيبة على الرغم من أنه كان متزوجا بأخرى، الزوجة استكملت قصة كفاح الأسرة الفقيرة فى مواجهة الجوع، ولفتت إلى أن ابنها الأكبر محمد التونى، 19 سنة، المجنى عليه، هو العائل الوحيد لها، وكان ترك دراسته وهو لا يزال فى الصف الأول الإعدادى للعمل والإنفاق على الأسرة بعد وفاة والده، «حتى جاء جمال وطلبنى للزواج وقتها فوافقت لأجد من يشاركنى مسؤولية تربية أبنائى الخمسة». لكن الرياح لا تأتى دائما بما لا يشتهى الفقراء، فالابن الشاب كبر، وأراد أن يُتِمّ زواجه بابنة خاله، إلا أن زوج أمه خشى أن يتركه الشاب وحيدا فى مواجهة البؤس الذى أصاب الأسرة، وينشغل بعروسه، فرفض الرجل الزواج، فأصرّ الشاب، ثم عاد الرجل ورفض، حتى وقعت الواقعة، وجاء يوم طلب الرجل فيه من أسرة خطيبة نجل زوجته أن تفارقهم بالمعروف وتفسخ الخطوبة. الأم استكملت بدموع لم تفارقها منذ يوم الواقعة «جاء محمد وهو يفور غيظا وقال لزوجى (إنت مالكش حكم عليّا)، فقام جمال بصفعه على وجهه، ثم نشبت بينهما مشاجرة عنيفة دفعت جمال إلى طعن الولد بآلة حادة فى رقبته وأماكن أخرى متفرقة من الجسد دخل على أثرها فى غيبوبة تامة استمرت لأكثر من أسبوعين داخل مستشفى قصر العينى حتى فارق الحياة». الأم أضافت أنها كانت ترغب فى الذهاب إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن الواقعة، إلا أن زوجها هددها بأنه سيقوم بقتل أولادها، وفى أثناء استخراج شهادة وفاة الشاب «طلب منى المقدم ضياء رفعت رئيس مباحث قسم شرطة كرداسة إحضار التقرير الطبى للحالة الذى أثبت أن محمد توُفِّى إثر إصابته فى مشاجرة، مما جعلنى أعترف بما فعله زوجى».