المصريون معرفون بحسهم الفكاهي الرفيع وسرعة بديهتهم، وتصويرهم الساخر لأنفسهم، وهي الروح التي كانت ظاهرة في ميدان التحرير حتى في خضم الثورة التي أطاحت بالديكتاتور السابق حسني مبارك، والآن الرئيس الجديد ليس استثناء.. تقول الإذاعة الألمانية دويتشه فيله في تقرير لها نشرته بموقعها الإلكتروني إن محمد مرسي مادة محببة للكاريكاتور والسخرية. والهدف الأوسع من وراء تلك الفكاهة التي تستهدف الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، هو سياساته التي تصطبغ بالدين وتأثير جماعة الإخوان على قراراته السياسية والاقتصادية. وتمضي الإذاعة التي استعرضت عددا من النكات التي أطلقها مصريون سواء في الشوارع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمضي للقول إن الخوف من أن يلعب الدين دورا مهيمنا في الحياة اليومية للمصريين يقابل أيضا بالفكاهة، حيث انتشرت العديد من النكات التي تتناول موضوع الدين. ومن أمثلة النكات التي استعرضتها الإذاعة الألمانية في هذا السياق، واحدة تقول إن رجلا كان يقود سيارته على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي، عندما أوقفه شرطي المرور لتجاوز السرعة المحددة. أظهر الرجل رخصة القيادة وكل الأوراق المطلوبة، وسأل رجل المرور عن كيف ستكون الغرامة. ضحك الشرطي وقال «يا أخي، هذا النوع من الغرامات أصبح من الماضي، كان هذا في عهد مبارك» فسألها المواطن: «وماذا عن عهد مرسي؟»، أجاب :«يكفي أن تقرأ سورة من القرآن. سيغفر الله لك ما فعل»"! وتضيف المجلة أن التأثير السياسي للإخوان المسلمين ومرشدها العام، معروف لدى المصريين، وتفاعل المصريين مع الاعتقاد بأن مرسي دمية في يد المرشد يظهر في المواقع الساخرة المنتشرة على الانترنت، في حين يسخر آخرون مما آلت إليه الثورة على حكم مبارك، فحسب تعبير أحد المعلقين «عرفنا الآن لماذا قمنا بثورة ضد مبارك.. لأنه لم يكن يصلي علنا ولم يحكم وفق الشريعة». لكن السخرية من مرسي ربما تنطوي على خطورة – حسب الدويتشه فيله – فالرجل يمثل لأنصاره زعيما دينيا وسياسيا على السواء، ومنتقدوه يتعرضون لإهانات بوصفهم يمارسون السب، وهناك فنانو كاريكاتور وإعلاميون ساخرون وصحفيون وممثلون تم تقديمهم للمحاكمة. وأشارت إلى قرار النائب العام الذي عينه مرسي بإجراء تحقيق في اتهام ضد الإعلامي الساخر المعروف باسم يوسف، والتهمة هي أن يوسف اتهم مرسي بأنه يسعى للديكتاتورية، ففسرها محام إسلامي على أنها إهانة للرئيس ورفع دعوى قضائية. تشير إلى أن الممثل الكوميدي التاريخي عادل إمام اتهم أيضا بالتشهير في بعض أفلامه ومسرحياته التي انتقد فيها التشدد الإسلامي.