إضراب محامين الإسكندرية عن العمل احتجاجًا على زيادة الرسوم القضائية    أسقف المنيا للخارجية الأمريكية: الرئيس السيسي يرعى حرية العبادة (صور)    إحالة مدير مدرسة فنية بأبشواي للتحقيق خلال جولة لوكيل تعليم الفيوم    تحريكات غير متوقعة في سعر الدولار اليوم 8 مايو    72 تحالفًا واستراتيجية للتكامل.. تفاصيل أول اجتماع لمجلس التخطيط والدراسات بأكاديمية البحث العلمي    بمناسبة قرب عيد الأضحى.. أسعار سهم لحوم الصدقة في 4 جمعيات خيرية    وزير الرياضة من بني سويف: التكامل بين مؤسسات وأجهزة الدولة تحقق طموحات وتطلعات المواطنين    اتحاد الكرة يكشف موقفه من السماح ل"زيزو" بفسخ تعاقده مع الزمالك    بداية قوية ل«بشنس».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة (تفاصيل)    "ياسين ليس الوحيد".. كيف تجسد لام شمسية في 4 وقائع هتك عرض؟    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    وزير الثقافة يناقش رسالة ماجستير حول «حملات التوعية بحقوق المرأة» جامعة حلوان    كانت زوجته طول عمره.. "فودة" يدلي بشهادته بشأن طلاق محمود عبد العزيز وبوسي شلبي    بعد 29 ليلة عرض.. فيلم استنساخ يفشل في تحقيق 3 ملايين جنيه إيرادات    بينهم «الجوزاء».. 4 أبراج أكثر حظًا خلال الفترة المقبلة    «التأمين الشامل»: بدء التشغيل الرسمي للمنظومة في أسوان أول يوليو 2025    وزير الصحة يستقبل نقيب التمريض لبحث تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    45 معتقلًا واقتحام للمسجد الأقصى.. تصعيد إسرائيلي جديد في القدس والضفة الغربية    الدخان الأسود يتصاعد مجددًا من الفاتيكان مع عدم إتمام عملية انتخاب البابا الجديد    سامي الشريف: السعودية تتصدر الدول العربية في تقديم الخدمات الصحية الرقمية    القبض على قائد سيارة عرّض حياة المواطنين للخطر بالعبور    العرابي: مصر تبذل كل ما بوسعها لتحقيق الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي    ميدو يتحدث عن.. رحيل بيسيرو.. تعيين الرمادي.. عودة زيزو.. وتحذير لأحد المسؤولين    خالد بيبو: كولر كان يحلم بقيادة الأهلي بمونديال الأندية.. وظلم 5 لاعبين    الصحة: المرور على 145 منشأة طبية خاصة للتأكد من استيفاء الاشتراطات الصحية    جامعة عين شمس تضع 10 إجراءات لضمان سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بنجاح    جامعة المنيا الأهلية تُنشئ منظومة اختبارات إلكترونية وتُجهز 4 معامل لكلية الذكاء الاصطناعي    وزير خارجية إيران: زيارتي للهند تهدف لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة    وزير الري| توظيف أحدث التكنولوجيا للتعامل مع تحديات المياه    الجريدة الرسمية تنشر قرارات رد الجنسية المصرية ل42 شخصا    جثة ال17 طعنة.. المؤبد للمتهمين في جريمة «السلاكين» بنجع حمادي    بعد جدل الساعات المعتمدة، رئيس جامعة القاهرة يكشف ل فيتو نظام الدراسة ب«الجامعة الأهلية»    نائب محافظ الأقصر يكرم رائدات الأعمال بمبادرة "ست ب100 ست".. صور    الزراعة: صادرات مصر من العنب تخطت حوالى 181.1 ألف طن فى 2024    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    رسالة ماجستير بجامعة الأزهر حول "معالجة الإعلام الصهيوني لقضايا العرب" الاثنين    بوتين: التبادل التجارى مع الصين بلغ أكثر من 244 مليار دولار    محافظ القليوبية يشهد توقيع بروتوكول تعاون لإقامة معرض لمؤسسة دار المعارف ببنها    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    نقابة المحامين تُصعِّد: متابعة دقيقة لإضراب شامل احتجاجًا على الرسوم القضائية الجديدة    "الصحة": تخريج الدفعة الثالثة من برنامج "مرشدى تعافى الإدمان"    الصحة العالمية تكشف أهداف حملة اليوم العالمى للامتناع عن التبغ لعام 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب بهيش داخل أرض فضاء بالصف.. صور    قسم الأمراض العصبية والنفسية بجامعة أسيوط ينظم يوما علميا حول مرض الصرع    هجوم بطائرات درون على مستودعات نفطية في ولاية النيل الأبيض بالسودان    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر الخميس 8 مايو 2025.. تراجع عيار 21    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الخميس 8-5-2025 صباحًا للمستهلك    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    الكرملين: محادثات بوتين وشي جين بينج في موسكو ستكون مطولة ومتعددة الصيغ    البرلمان الألماني يحيي ذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية    بروشتة نبوية.. كيف نتخلص من العصبية؟.. أمين الفتوى يوضح    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل الكوارث تبدأ ب«مسودة»!! جلال عارف
نشر في التحرير يوم 04 - 01 - 2013

هل تذكرون الفصل الأخير من المسرحية الهزلية «خد الدستور واجرى».. حين خرجت علينا «فرقة أنغام الدستور» المكونة من قادة عملية الخطف لتهتف أمام الكاميرات: يا ناس يا عسل.. الدستور وصل!! ولتؤكد أن المعجزة قد تمت، والدستور وصل بسلامة قبل موعده، بفضل انسياب حركة المرور بنسبة 60٪، كما كان الأخ الرئيس قد أكد!! وأننا أمام أفضل دستور فى العالم، وأن كل ما علينا فعله هو أن نطلق البخور وندعو أن لا تصيبنا عين الحسود، التى نعرف جميعا أن فيها عودا وكمنجة.. بس بلاش الكمنجة لأن الموسيقى حرام!!
ما إن قرأ الناس مشروع الدستور المخطوف، ورأوا ما فيه من ركاكة وجهل وجرائم فى حق الوطن والمواطن، حتى بدأت «فرقة أنغام الدستور» فى التراجع، وهى تقول إن هذا ليس هو الدستور، بل هو مجرد «مسودة» سوف يتم تعديلها.
وبعدها أصبح علينا أن نستقبل فى كل يوم «مسودة» جديدة مختلفة، وليدخل المجتمع فى عملية «حاورينى يا طيطة» التى انتهت بدستور يدعى الناس للاستفتاء عليه، فى الوقت نفسه الذى تجرى فيه الاجتماعات فى رئاسة الجمهورية لإدخال التعديلات المطلوبة على هذا الدستور (!!) فى سابقة لم تحدث فى الدنيا كلها.. ثم لنكتشف فى النهاية أن الأمر كله كان هزلا، وأن الكل كان يلهو بين «مسودة» وأخرى، بينما الأخ البرهامى يدير العملية ويعقد الصفقات ويمرر ما يريده بالاتفاق مع الإخوان بالطبع!!
ويبدو أن أسلوب «المسودة» أصبح هو المفضل عند أهل الحكم الآن، وهم يطبقون تعليمات «علم اللّوَع» فى إدارة شؤون البلاد. انظر حولك تجد نفسك محاطا ب«المسودات» التى سودت عيشة المصريين جميعا، والتى تشترك كلها فى هدف واحد، هو «لخبطة» المصريين كلهم حتى يتم تمرير القوانين التى تقيم دولة الاستبداد الجديدة، وتستكمل مشروع «التمكين»!!
أمامك الآن مشروع قانون الانتخابات، الذى هو عند اللزوم «مسودة» وعند الضرورة أمر واقع يخدم مصالح من وضعوه، ويفتح لهم أبواب حسم معركة مجلس النواب لصالحهم، خصوصا بعد أن أدركوا مشاعر الشعب الحقيقية فى معركة الاستفتاء، وعرفوا أن المعارضة هى التى فازت، حتى لو قالت أرقامهم غير ذلك، ولو مرروا دستورهم الباطل اعتمادا على ما زيفوه من نتائج لن تمنع أبدا إيمان الشعب بأن الدستور ساقط لا محالة، لأن مصر أكبر بكثير من صفقات البرهامى، ومن مؤامرات العصابات التى اختطفت الدستور وهى تعرف أنها خارج القانون، وأنه لا يمتلك أى شرعية!!
وأمامك الآن «مسودة» مشروع قانون منع التظاهر الذى ظهر فجأة كمولود لقيط رموه على عتبة مجلس الشورى بعد صلاة الفجر فى يوم أبلج!! هذا القانون الذى يقيم الدولة البوليسية على أسس قانونية راسخة، والذى لا يمنع فقط التظاهر بل يجعلك فى خطر إذا «اجتمعت» مع زوجتك وعائلتك، حيث يصبح من حق الشرطة -بمقتضى القانون الجديد- حضور الاجتماع، ومن حقها أيضا فض الاجتماع بحجة تكدير السلم العام، وأنا أعرف أنك -يا عزيزى القارئ- تكدر السلم العام كثيرا، حين تكون مع «الجماعة»!!
المهم أن الكل الآن يتبرأ من مشروع قانون التظاهر. الحكومة تقول إنها لا تعلم. والإخوان يتهمون -كالعادة- الحكومة. والرئاسة تقول: ما هذا القانون «اللجلج» فى هذا العهد «الأبلج»؟ ثم فى النهاية يأتى الحل السحرى المستخرج من تجربة تمرير الدستور، ومن صفحات كتاب «علم اللّوَع» وهو: إنها مجرد «مسودة» فلا تخافوا من المسودات!!
أما قانون «الصكوك الإسلامية» فقد سكتوا عليه جميعا، حتى جاءت الفضيحة من مجمع البحوث الإسلامية، الذى لم يقل فقط إنه ضد الدين، بل إنه جريمة ضد الوطن، حيث يؤدى إلى إقامة مزاد لبيع مصر كلها بما فيها قناة السويس، وربما السد العالى، تحت غطاء إسلامى يعرف العلماء أنه زائف، ويعرفون أن الصكوك هى الصكوك، وأن حكاية وصفها بأنها إسلامية ليس إلا عملية نصب واحتيال!!
وكالعادة قيل إنها «مسودة».. وكالعادة يريدون اتخاذها بداية لتمرير مشروع بيع مصر، بعد إجراء بعض التعديلات (!!) ثم تتحول «المسودة» إلى أمر واقع، وكارثة جديدة!
هل يمكن أن تدار مصر بهذه الطريقة؟! أخشى أن البعض يعتقد بإمكانية ذلك.. بدليل أننا أمام «مسودة» حكومة كانت تمارس عملها بفشل عظيم، ستخلفها «مسودة» أخرى لحكومة سوف تواصل الفشل، بينما الحكومة الحقيقية يجرى تشكيلها فى مكان آخر، وتمارس عملها فى ظلام تعودت عليه، وفى سرية تحافظ عليها كل التنظيمات التى تدين بالفاشية.
لدينا «مسودة» حكومة، ولدينا أيضا «مسودة» برلمان أقيم من مجلس شورى لا يمثل إلا 7٪ من الناخبين، ولا يملك أى شرعية لإصدار قوانين أو حتى لانتحال الصفة البرلمانية، وهو منتخب بقانون باطل بالثلاثة!!
«مسودة» حكومة و«مسودة» برلمان، و«مسودات» لقوانين لا تستهدف إلا تمكين الفاشية من حكم مصر.. والنتيجة الطبيعية لكل هذا العبث هى «مسودة» دولة، يحكمها «مسودة» رئيس، و«مسودة» حكومة، و«مسودة» برلمان.. بينما الوطن ينتظر لحظة الحقيقة لا المسودات، والحقيقة تقول «ع الأصل دوّر».. والأصل دائما عند شعب اختار الحرية ولن يقبل أبدا بالاستبداد، واختار العدل ولن يقبل أبدا بمن يسرقون لقمة العيش من فمه، ولو تستروا بالدين الحنيف أو اعتذروا بأنها تعليمات صندوق النقد!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.