«حاول الرئيس مرسى تهدئة مخاوف المعارضين فى الأسبوع الماضى من خلال منح الجمعية التأسيسية شهرين آخرين للعمل على تسوية خلافاتهم، بشأن وضع الدستور الجديد، ولكنه يواجه الآن مزيدا من المعارضة من جانب العلمانيين واحتمال أن تصدر السلطة القضائية قرارا بحل التأسيسية التى تهيمن على الدستور»، كان هذا ما أكدته الكاتبة الامريكية إيزوبيل كولمان فى مقال لها على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية الإلكترونى. وأشارت كولمان إلى أن الرئيس وضع المسودة الحالية للتصويت على نحو مفاجئ يوم (الخميس) الماضى، حيث وافقت الجمعية بالفعل على 234 مادة من الدستور بعد انتهاء الموافقة على المسودة بأكملها، سيجرى الرئيس استفتاء شعبيا فى غضون بضعة أسابيع. من ناحية أخرى، تتعاطف كولمان مع الرئيس المصرى بقولها «أتعاطف مع مرسى فى عدم رغبته فى حل التأسيسية وعودة الآلاف إلى ميدان التحرير، اعتراضا على قراراته والمطالبة بسقوط النظام بعد مرور عامين على ثورة يناير، فى الوقت الذى تعانى مصر فيه من حالة الجمود السياسى ونفاد المال. ولكن دفع الدستور فى حلق المعارضة من المحتمل أن لا يهدئ الوضع». وتضيف: «يراهن مرسى على أن الجمهور سيوافق بكل حماس على الدستور فى الاستفتاء القادم وسينسى الناس كل شىء حدث. فى الواقع، أرهقت المشاحنات السياسية المصريين، ومن الممكن أن يوافقوا على الدستور، ولكن يكمن الخطر فى أن التلاعب بالسلطة قد يؤدى إلى شىء واحد فقط وهو الانقسامات السياسية». فى ما يتعلق بالمادة الثانية من الدستور، التى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع، تعلق إيزوبيل قائلة «لم تتغير هذه المادة التى أثارت جدلا واسعا وهى نفسها مادة دستور 1971، بالإضافة إلى المادة الخاصة بمركز الفكر الإسلامى الأزهر الشريف جاءت غير واضحة بشأن أخذ الحكومة المصرية وجهة نظر علماء الأزهر فى الاعتبار، وللأسف لم يتضمن الدستور بند التمسك بحقوق المرأة، وعلى ما يبدو أنه لم يستطع ممثلو الجمعية حل الخلاف القائم على صياغة هذه المادة». لفتت كولمان أن كتابة الدساتير الجديدة أمر سهل، ولكن يختلف الوضع فى مصر، حيث تغرس الأحداث المحيطة بالدستور الجديد عدم الثقة بالنفوس المصرية، وأن الإجراءات الأخيرة التى اتخذها مرسى تغذى أسوأ المخاوف التى تتعلق بالإخوان المسلمين ومحاولتهم فرض سلطتهم بكل طريقة ممكنة. تختتم إيزوبيل مقالها بفرضية جديدة بقولها «من المحتمل أن تحدث الفوضى التى يحاول الجميع تفاديها، والأسوأ من هذا أن الجمعية التأسيسية لديها مشكلات شرعية أيضا، جنبا إلى جنب مع سباق التصديق على الدستور