«الحكومات العربية ومن يحكمها..كلهم بلا استثناء حرامية».. لطالما كانت هذه الكلمات لسان حال الملايين من المطحونين في العالم العربي الذين يرزحون تحت وطأة نظم حكم قمعية، لكنها عندما وردت على لسان شاعر ضمن أبيات له يتغنى فيها بالربيع العربي، كان جزاءه أن يحجب عنه نور الحرية إلى الأبد، في بلد ينصب نفسه مدافعا عن حركات التحرر في العالم العربي. هو الشاعر محمد بن الذيب الذي عاقبته محكمة أمن الدولة القطرية الخميس بالسجن مدى الحياة، بتهمة التطاول على رموز الدولة والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم عبر قصيدته «الياسمين التونسي» التي ألقاها قبل سنة عبر تسجيل في موقع «يوتيوب» هاجم فيها الحكام العرب، حسب ما ذكر نشطاء. ترافع عن «ابن الذيب» مجموعة من المحامين، من بينهم وفد من منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، وقال نيكولاس ماكجين، من هيومن رايتس ووتش، في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية إن منظمته سبق أن أثارت قضية ابن الذيب في أكثر من مناسبة، وذلك عبر رسالة رسمية بعثت بها إلى المدعي العام القطري، طالبته فيها ب«احترام حرية التعبير وعدم ملاحقة الناس بسبب أرائهم»، غير أن هيومن رايتس ووتش لم تتلق ردا رسمياً على رسالتها، ما دفعها إلى إصدار بيان رسمي حول القضية. وحسب هيومان رايتس ووتش فإن ابن الذيب معتقل منذ نوفمبر 2011، وهي تعتبر ذلك يمثل «دليلاً إضافياً على ازدواجية معايير قطر فيما يخص حرية التعبير». وسبق أن تلى الذيب الذي أمضى قرابة العام في سجن انفرادي قبل إصدار الحكم عليه، قصيدة ظهرت على الإنترنت في أغسطس 2010 وكانت فيها فقرات اعتبرت «مهينة للأمير» وفقاً لتقرير هيومن رايتس ووتش، التي قالت إن الشاعر «لم يظهر في أي من الحالتين تجاوزه حدود ممارسة حقه المشروع في حرية التعبير» وفق بيان سابق للمنظمة. وتقدم الدفاع عن ابن الذيب بطلب استئناف الحكم ووافق قاضي المحكمة على الطلب، كما قرر وفد منظمة هيومن رايتس وبقية المنظمات الحقوقية الاعتراض على الحكم لدى النائب العام. وفي نفس السياق كتب المحلل الأمريكي المعروف مارك لينش يقول إنه «بعد مرور عامين على الربيع العربي فإن السمعة التي اكتسبتها قطر بأنها شريك لأمريكا باعتبارها وسيطا محايدا في المنطقة تزداد تشوشا، ومع مليارات الدولارات التي تحصل عليها قطر من عوائد الغاز والبترول، فهي تقوم بتمويل جيل جديد من الإسلاميين في أنحاء الشرق الأوسط، وهو ما يثير تساؤلات».