«وحيدة ومعزولة ،مكروهة دوليا ، يوبخها المصريون»، بهذه الأوصاف قارنت صحيفة جلوبز الإسرائيلية في تقرير لها اليوم بين حكومة تل أبيب وبين إسرائيل «تيكوشيتسكي» نائب سفير تل أبيب بالقاهرة و المفوض السياسي بها، موضحة أن الاثنين ينطبق عليها تلك الأوصاف. وكان «تيكوشينسكي» قد غادر القاهرة مؤخرا هو واثنين من حارسيه ليكونا آخر من غادر مصر من الطاقم الدبلوماسي الذي تم إجلائه بعد اقتحام سفارتهم الجمعة قبل الماضية.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت في تقريرها إلى أن تيكوشيتسكي «رجلنا في مصر بقي وحيدا في القاهرة بمكان خفي بعد مغادرة الطاقم الدبلوماسي» للأخيرة عقب اقتحام سفارتهم.
مضيفة أن تيكوشيتسكي لديه زوجة و 3 أطفال قاموا بمغادرة القاهرة مع السفير الإسرائيلي بعد اقتحام المتظاهرين المصريين للسفارة، لافتا إلى أن هذه هي المرة الثانية له بمصر، ففي عام 2002 عمل متحدثا باسم السفارة لمدة 3 سنوات، وبعد ذلك عمل في تل أبيب بالقسم الأسيوي، فقسم مراقبة التسلح وقبل حوالي العامين عاد إلى القاهرة مرة ثانية.
جلوبز قالت أن تيكوشينسكي مثله مثل إسرائيل دولته، تعرضت لكثير من التوبيخ من المصريين، مضيفة أنه منذ حوالي عام قامت القاهرة باستدعائه وتوبيخه على ما أسموه المصريون بخطوة استفزازية لتل أبيب وحينها كان رئيسه السفير يستحاق لفانون في إسرائيل، لذلك كان توبيخ المصريين غريبا من نوعه لكن تيكوشينسكي تلقى التعنيف كرجل متسائلة: من أعطى التعليمات ببقائه هناك ولأي سبب بعد مغادرة كل الطاقم الدبلوماسي.
«إسرائيل تيكوشينسكي هو مثال لإسرائيل» قالت الصحيفة مضيفة أنه بقي منعزلا ومختبئا بعد مغادرة السفير والدبلوماسيين، لا يجد من يتحدث معه ، لقد تركته تل أبيب في الخلفية ومن حوله تهب العواصف، بالتأكيد قال له مسئولو إسرائيل «لا تقلق ستكون بخير، اعتمد علينا»، موضحة أن وضع هذا الرجل مثل وضع تل أبيب الحالي.
مؤكدة أنه في الوقت الذي اختبأ فيه تيكوشينسكي بمكان خفي في مصر يقوم بأعماله كان رئيسه افيجدور ليبرمان وزير الخارجية غير قلق بشأنه متهما أكثر بإطلاق تصريحات عن حرس السفارة وإصداره لهم تعليمات بإطلاق النيران على المتظاهرين المصريين وبدلا من أن يتحدث وزير الخارجية عن المجال الذي هو مسئول عنه أي سياسة تل أبيب الغبية مع الخارج وعزلتها عن العالم ووظيفته الهامشية بدلا من ذلك ظل ليبرمان يتحدث عن الأمريكيين ودورهم خلال اقتحام السفارة.
مختتمة تقريرها بالقول أن «الوضع يسوء ليس فقط بالنسبة لما حدث لتيكوشينسكي بل لإسرائيل كلها، انظروا حولنا البورصات الاسرائيلية تنهار، الشعوب العربية غاضبة وثائرة ضدنا، وضعنا الدولي يتدهور ، نفقد باستمرار المزيد من الأصدقاء ، نصارع جيراننا ، كل هذا يدفع للتساؤل ما الذي في انتظار تل أبيب ؟ لا توجد أي مؤشرات إيجابية في الأفق ، كلنا أصبحنا مثل نائب السفير بالقاهرة نعيش في عبثية ونقوم بعملنا وسطها».