إنزال الأعلام وإحراقها، وحصار السفارات واقتحامها -رغم إدانته دوليا- تلك الطريقة التى أصبح المصريون روادا لها فى التعبير عن غضبهم من العربدة الصهيونية، باتت «موضة يستوحيها ثوار الربيع العربى، كما قرر شباب الأردن استعارتها مساء أول من أمس (الأربعاء) للتعبير عن غضبهم من الأمريكان والإسرائيليين.» المملكة الهاشمية حليف أمريكى وثيق وقديم، يندر أن ترى فيها مظاهرات مناهضة للعم سام، لكن تسريب و«يكيليكس» برقيات كشفت عن خطط سرية للولايات المتحدة لتحويل الأردن إلى وطن للفلسطينيين دفع المتظاهرين الأردنيين إلى المطالبة بإغلاق سفارة واشنطن فى بلادهم، وقاموا بإحراق العلمين الأمريكى والإسرائيلى فى أثناء احتجاجات صاخبة قبالة السفارة فى العاصمة عمان. ما يقرب من نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 6 ملايين نسمة هم من أصل فلسطينى، ومع محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة، يخشى بعض الأردنيين من أن إسرائيل قد تحاول تحويل البلاد إلى وطن بديل للفلسطينيين. أمس كان تطور ميدانى أردنى آخر، حيث أغلقت تل أبيب سفارتها هناك بشكل مؤقت لمدة يومين خوفا من تكرار السيناريو المصرى، ونقلت الإذاعة العبرية عن دانى نيفو السفير الإسرائيلى بعمان، قوله إن طاقم السفارة تمت إعادته إلى تل أبيب كإجراء احترازى فى ظل الدعوات بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بالأردن والمظاهرات والاحتجاجات ضد وجودها. كما نقلت الإذاعة عن مصادر بخارجية تل أبيب قولها إن الإجراءات الأمنية المشددة التى تبنتها السلطات الأردنية تقلل من احتمالات استهداف السفارة.