بعنوان «وحيدة في الظلام،المصريون يوقفون ضخ الوقود لغزة»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في تقرير لها أمس إن «الإرهاب المنطلق من شبه جزيرة سيناء» دفع القاهرة للعمل ضد أنفاق التهريب مع غزة، هذا في نفس الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من انقطاع الكهرباء، لعدم وجود وقود السولار المولد له، الأمر الذي أدى لانتقادات شديدة من مواطنيها بالداخل، هذا بالأضافة لتعقد العلاقات مع مرسي. وأشارت يديعوت إلى أنه منذ فبراير الماضي تعاني مناطق عديدة في قطاع غزة من مشاكل فيما يتعلق بالكهرباء، ما يجعل من الأمر أزمة مركزية كبرى، وهي الأزمة التي تجددت مع شن العمليات الإرهابية من سيناء مؤخرا، خاصة الحادث الذي وقع في أغسطس الماضي وقتل فيه 16 جنديا مصريا، فمنذ هذا الوقت، والقاهرة متوقفة عن مد القطاع بالوقود المولد للتيار الكهربائي، وإلى اليوم لم يتم نقل ولو لتر واحد منه إلى هناك. وأوضحت أن المصدر البديل للوقود هو أنفاق التهريب، أصبح غير منتظم، بعد الحملة المصرية التي شنتها القاهرة إثر حادث رفح الإرهابي، فقد تم إغلاق الأنفاق التي يهرب الوقود عبرها، ورغم انخفاض العمليات المصرية ضد الأنفاق لفترة، إلا أن الأسبوع الماضي شهد حملة جديدة وكبيرة، كانت نتيجتها نقص شديد في السولار وتوقف التيار الكهربائي مجددا بالقطاع. ولفتت الصحيفة إلى أن حركة حماس تحاول الضغط على القاهرة، كي تساعدها لحل أزمة الوقود، مشيرة إلى أن «طاهر النونو» المتحدث باسم الحركة أعلن أن القاهرة تضع قيودا على تدفق الوقود، مطالبا الأخيرة بالمسارعة في الالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بحل مشكلة الكهرباء بغزة. وذكرت يديعوت أن حكومة حماس تنوي الاستقلال اقتصاديا عن إسرائيل، وذلك بعد أن انفصلت عن الضفة الغربية، لافتة إلى أن هذا الاستقلال سيزيد من حالة التباعد بين حكومتي رام اللهوغزة، لافتة في تقريرها إلى أنه منذ اعتلاء الإخوان المسلمين للسلطة بالقاهرة، تحاول حماس بكل طريقة ممكنة إقامة منطقة تجارية حرة، بين غزة ومصر في معبر رفح، مشيرة إلى أنه في الشهر الماضي بدأت الحركة الفلسطينية في التحضير للأمر، في الوقت الذي يخشى فيه المصريون حتى تحت حكم مرسي، من الاتصال بين غزةوالقاهرة، خاصة أن هذا الاتصال سينقل مسئولية القضية الغزاوية من إسرائيل لمصر. وأضافت أن السلطة الفلسطينية نفسها لا تحبذ فكرة استقلال القطاع، موضحة أنه في الأسبوع الماضي زار إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس القاهرة والتقي بنظيره المصري، هشام قنديل، ووفقا ل «نمر حماد» المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية، فإن قنديل أبلغ هنية بأن القاهرة قررت رفض طلب حماس فيما يتعلق بإقامة منطقة تجارية حرة في رفح، ووفقا ل «حماد» فقد جاء الرفض المصري لما تمثله فكرة إقامة المنطقة الحرة بين القاهرةوغزة من خطورة تتمثل في اعتبار القطاع كيانا مستقلا،وهو الأمر الذي سيسهل على تل أبيب خطتها لحل القضية الفلسطينية على حساب الأرض المصرية.