فسرت مجلة أمريكية انجذاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، إلى إيران الشيعية بأن الجماعة تريد استلهام نظام الدولة الدينية في إيران لتطبيقه في مصر، رغم الاختلافات الكبيرة بين المذهبين السني والشيعي. مجلة “ذا ترومبيت” الأمريكية استشهدت بدراسة أعدها المحلل العسكري صامويل هيلفونت، وهو من المحاربين القدماء باستخبارات البحرية الأمريكية، ذهب فيها إلى أن الإخوان أدخلوا العديد من أفكار آية الله الخميني، المرشد الأعلى السابق للثورة الإسلامية في إيران، في برنامجهم السياسي، لكي يكون بمقدورهم تبرير وجود قيادة دينية سنية لدولة إسلامية. وأشارت المجلة إلى أن الإخوان كانوا في البداية متخوفين من السلطة السياسية، لكنه منذ قيام الثورة الإيرانية، أصبحت فكرة الحكم الديني أكثر جذبا في أوساط رجال الدين السنة. وقالت إنه على سبيل المثال، طالبت جماعة الإخوان المسلمين في 2007، بتشكيل مجلس لعلماء الدين الإسلامي – وهو ما يذكر بالحرس الثوري في إيران- لضمان أن الأفرع التشريعية والتنفيذية للحكومة لن تطبق قوانين تناقض الشريعة الإسلامية. ولهذا السبب – تقول ذا ترومبيت – دعمت إيران أفرع الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وفلسطين لسنوات عديدة. وتضيف أنه على الرغم من أنه لا تزال هناك اختلافات لاهوتية كبيرة بين الملالي في إيران والإخوان المسلمين، فإن آرائهم بشأن الحكم الإسلامي متقاربة أكثر بكثير من الممالك العربية الخليجية التي يقودها السنة. وتمضي للقول إنه في مستوى أولي على الأقل، فإن الخلاف السني الشيعي الأساسي بشأن الحكم تم علاجه بين إيران والعديد من فروع الإخوان المسلمين. وقالت المجلة إنه رغم الخلاف مع الإخوان حول سوريا، فإن طهران ستواصل دعم الحركات الإسلامية المنتمية للإخوان في مصر وليبيا والسودان وإثيوبيا، فملالي إيران يرون أنه من الأفضل أن تكون هذه البلدان خاضعة لرجال دين من الإخوان متعاطفون مع النموذج الإيراني للإسلام السياسي، بدلا من أن يحكمها حكام مستبدون أو شخصيات مؤيدة للقومية العربية.