قبل عامين بالتحديد أطل محمود عبد المغنى فى دراما رمضان بخمسة وجوه مرة واحدة، وقتها نجح فى أن يلفت النظر إليه، ولنضج موهبته كان قادرا أن يقدم أداء متنوعا فى جميع الأعمال التى شارك فيها ومنها «الحارة»، و«شيخ العرب همام»، و«مذكرات سيئة السمعة»، بالإضافة إلى ظهوره كضيف شرف فى مسلسلَى «لحظات حرجة»، و«عايزة أتجوز». ظهور الفتى الأسمر تقلص شيئا فشيئا، حيث اكتفى العام الماضى بدوره فى مسلسل «المواطن إكس»، فى حين أنه اختار نفس المجموعة تقريبا وقدم معها هذا العام مسلسل «طرف تالت»، حيث إنه يقصد شخصية «ديبو» أو «دياب»، وهو مجرم رغم أنفه بمعنى أنه ينفذ عمليات لصالح أحد كبار رجال العصابات. محمود عبد المغنى يشير فى كلامه ل«التحرير» إلى سبب رفضه سيناريوهات كثيرة عُرضت عليه هذا العام: «عُرضت علىَّ أعمال كثيرة جدا وكلها كانت تعتبر بطولة مطلقة لى، ولكننى رفضتها لعدة أسباب، أهمها أنها لم تكن سيناريوهات جيدة على عكس سيناريو (طرف تالت)، كما وجدتها لا تتناسب مع طريقتى فى اختيارى لأعمالى، خصوصا أننى أرفض أى عمل يتنافى مع معاييرى الأخلاقية، ووجهة نظرى فى ما أقدمه. فأنا دائما أراعى التقاليد، ولدىَّ مبادئ لا أتراجع عنها، وعندما أختار سيناريو معينا أهتم بأن يراعى مشاعر أختى وزوجتى وابنتى عندما يشاهدننى فى هذا العمل، فلا أريدهن أن يتضايقن مما أقدمه، وإحنا أصلا فى مجتمع شرقى ولازم نراعى البعد ده فى أعمالنا». الممثل الذى عرفه جمهور التليفزيون من خلال دور النفيسى فى مسلسل «الرقص على سلالم متحركة» والذى كان يناقش علاقة الأبناء بآبائهم، يرى أيضا أن دوره الرمضانى الجديد يحقق هدفا اجتماعيا مهمًّا، خصوصا أنه يناقش مشكلات كثيرة يعانى منها الشباب المصرى. يضيف محمود عبد المغنى: «لدينا مشكلات كثيرة لم تُحلّ بعد قيام الثورة، ومنها مشكلة البلطجية ومن يحركونهم، وأعتبر (طرف تالت) عملا جريئا جدا، يشبه فى جرأته سيناريو مسلسل (المواطن إكس) الذى حقق نجاحا ملحوظا العام الماضى فى رأى النقاد والجمهور. وشخصية دياب التى أقدمها مختلفة بالنسبة إلىّ، وأجدها شبه الناس اللى إحنا بنشوفهم فى الشارع قوى، وأنا متعود أدوّر على الشخصيات اللى شبهنا وأعملها.. ماعرفش أعمل دور الناس اللى مانعرفهمش واللى المشاهد ما يحسش بيها، وتبقى فى نظره مش طبيعية». هؤلاء الناس «اللى فى الشارع»، من يرغب مغنى فى التعبير عنهم، جعلوه ينحت كل تفاصيل شخصية «ديبو» (واحد من ثلاثة شباب يسرقون ويقتلون مقابل أموال يدفعها لهم الجنرال بنفسه)، ويصر أن تكون قَصّة شعره تشبه قَصّة شعر الشباب الذين يسكنون فى المناطق الشعبية، يواصل: «أنا خبرة أصلا فى الحاجات دى، لأنى من الوراق فعارف الشباب فى الأماكن دى بيلبسوا إزاى وبيتكلموا إزاى». يرفض عبد المغنى تماما الرأى القائل إن المشكلات التى يناقشها المسلسل والمتعلقة بالفساد والبطالة تناسب أكثر عصر ما قبل الثورة، ويبرر كلامه قائلا: «بالعكس الوضع فى مصر لم يتغير على الإطلاق، فالمشاكل هىّ هىّ، والذى لا يعلم فلينزل إلى الشوارع والحارات ليرى الحقيقة وليرى إذا كان الوضع قد تحسن أم لا، وعموما والوضع عمره ما هيتحسن بس علشان بقى عندنا رئيس، لسه فاضل علينا كتير علشان نبقى أحسن، ووقتها بقى نقول السيناريوهات دى لا تصلح للعرض»، وعن اسم المسلسل «طرف تالت» الذى ظلت الأجهزة الأمنية تردده فى مصر على مدار شهور طويلة قال عبد المغنى إن الاسم ستكون له دلالة فى آخر المسلسل مثلما كانت له دلالة فى حياتنا لمدة شهور، يضيف: «ماكناش عارفين وقتها مين اللى بيعمل كل المصايب دى فينا، كذلك فإن الاسم جذاب ولافت للنظر، وهذا كان واضحا من نسب المشاهدة لأننى أتابعها وعارف أنها فى صالحنا، وأن المسلسل بيتشاف كويس، والناس دلوقتى هى اللى بتعملّه دعاية، وعلى الرغم من أننى أشارك عمرو يوسف وأمير كرارة البطولة، فإننا الحمد لله عرفنا نعمل جمهور لينا منذ عرض (المواطن إكس)، وهنقدر نعمل مشاريع تانية مع بعض، وأنا من الآخر خدّام أى عمل يقدم رسالة أو يفيد الناس أو يعبر عن مشكلاتهم أو يحل أزمة، حتى مش مهم عندى أعمل مسلسل بطولة جماعية.. المهم عندى أعمل مسلسل كويس يفيد الناس». وصف محمود عبد المغنى المنافسة بينه وبين كبار نجوم الدراما هذا العام بأنها منافسة شريفة، واختتم كلامه مفسرا موقفه من كمّ الأعمال المعروضة فى هذه السنة: «فى الحقيقة أنا مش خايف من المنافسة، لأن العمل الكويس هو اللى بيفرض نفسه، والجمهور هو الفيصل فى النهاية، والمسلسل حقق نسب مشاهدة جيدة فى الأيام الأولى للعرض، ونحن ننتظر المزيد لأن المسلسل ما زال يحمل مفاجآت كثيرة ستجذب المشاهدين».