«نحاط بما فعلت أنفسنا ونرضى باللاشئ بالموت في أي مكان وفي أي وقت فنشنق رغبتنا الأخيرة فالحياة.. الخوف قواد فلا تخاف والحب من شيم الكرام فكن كريمًا»، هكذا سطرت عازفة الناي ندى سلامة آخر كلمات ودّعت بها جمهورها على حسابها الشخصي على "الفيسبوك" في الخامس من شهر مايو الماضي. وجَّهت يومًا كلمات إلى صديقها حسام المصور تبلغه برغبتها في الاحتفاظ بصورها التي التقطها لها إلا أن الآخير كان رده: "لأ يا ندى أنا حاسس إنك هتموتي قريب ومش عايزك تحرقي الصور وترفعيها علشان هعمل بيها معرض لما تموتي". ندى سلامة التي سحرها الناي فتناغمت معه، التجسيد الحي لمعنى البهجة، كتبت ذات يومٍ "ما تجرب تموت"، يعرفها قطاع عريض من متابعي الأندرجراوند في مصر، لما لها من باعٍ طويل في هذا اللون الفني. كانت دائمًا تفكر في الموت، علّقت كثيرًا عليه قائلة "الأموات لا يخافون"، و"يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا"، و"اشنق رغبتك الأخيرة في الحياة". لغط كثير أصاب متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بعد الأنباء التي ترددت بأنها ماتت منتحرة، وسط أحاديث كثيرة بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة وإغفال الأصوات التي تنادي بإقحام قصة رحيلها بالظروف السياسية الراهنة أو المتاجرة بها.. أما آخر فكتب: "ربما هي الوحيدة التي لم تبكِ في هذا المساء".