كتب - محمودعاطف ومحمد علاء وزكية هداية حالة من الانشقاق أصابت مشروع القائمة الموحدة، وساد جدل واسع بين الأحزاب، ما بين مؤيد ومعارض لمشاركة حزب النور السلفي في الاجتماعات الخاصة ببحث سبل تشكيل قائمة واحدة تجمع كل الأحزاب الفاعلة، استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، على أثر دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتشكيل قائمة واحدة، خلال اجتماعه الأخير بالأحزاب. وقال اللواء عاصم جنيدي، السكرتير العام المساعد لحزب المحافظين، إنه لا إقصاء لأحد من المبادرة التي طرحها السيسي، مضيفًا أن "النور" كان من بين حضور اجتماع الرئيس، وهو حزب مرخص، وقائم في الحياة السياسية المصرية حتى هذه اللحظة. السكريتر العام المساعد للحزب المحافظين، أضاف أنه من يرى أن "النور" حزب ديني يذهب للقضاء، ويرفع دعوى ضده، لأن القضاء هو من يفصل في هذه المسألة. وأشار نبيل زكي، المتحدث الرسمي لحزب التجمع، ل"ويكيليكس البرلمان"، إلى أن الحزب يرفض المشاركة مع "النور" في أي قائمة أو مشاورات أو حتى الجلوس معه على طاولة واحدة، مضيفًا أنه أقيم على أساس ديني، ويراوغ ويماطل في مواقفه المتعددة. وتساءل زكي: "كيف للحزب أن يجلس مع أشخاص يتصلون بالإدارة الأمريكية محاولة منهم ليكونوا بديلًا رسميًا لجماعة الإخوان؟"، مؤكدًا أن "التجمع" مع توحيد الصف الوطني، وتشكيل جبهة وطنية تُعلي قيم الدولة المدنية. ورأى شهاب وجيه، المتحدث الإعلامي لحزب المصريين الأحرار، أن هناك صعوبة إن لم يكن من المستحيل أن ينضم حزبه مع حزب النور في قائمة واحدة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن قبول التحالف مع حزب يرى أن وجه المرأة عورة، ويضع مكان صورتها وردة، بالإضافة إلى مواقفة المتشددة تجاه الأقباط. وذكر ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن "النور" مرحب به في القائمة الوطنية التي تسعى الأحزاب السياسية لتشكيلها؛ بناءً على دعوة السيسي، خلال لقائه بالأحزاب، وتشديده على هذا الأمر أكثر من مرة، مضيفًا أن "النور" كان أحد الأطراف الفاعلة التي شاركت في ثورة 30 يونيو، وانضم لثورة الشعب ضد الجماعة الإرهابية، ولا يمكن إبعاده في أي مساعٍ لتشكيل قائمة وطنية، لأن هذا لن يكون من العدل في شيء، وتابع: "يجب التوقف عن سياسة الإقصاء التي ظهرت خلال الآونة الأخيرة، من أجل مصلحة الوطن، ويتعيّن على المصريين أن يتكاتفوا للعبور من النفق المظلم الذي تمر به مصر حاليًا". وبيّنت مارجريت عازر، المرشحة على قائمة "في حب مصر"، أن قائمة حب مصر من المستحيل أن تضم "النور"، أو أي حزب ذو مرجعية دينية، خاصة أنها قائمة مدنية وطنية تعمل على ترسيخ مدنية الدولة. فيما أكد سامح عبدالحميد، القيادي ب"النور"، أن القائمة الموحدة صُنعت كي تنقذ الأحزاب الضعيفة التي ليس لها تمثيل داخل الشارع المصري، ولن تحظى سوى ببضع مقاعد في البرلمان المقبل، مشيرًا إلى أن الحزب ليس في حاجة لدخول قائمة موحدة مع الأحزاب؛ لخوض الانتخابات البرلمانية، وأردف: "نحن قادرون على المنافسة دون اللجوء لحزب أو قائمة حزبية، وسننافس على 40 ٪ من مقاعد مجلس الشعب، ولن ننساق وراء دعوات الأحزاب السياسية التي تريد إقصاء حزب النور". أوضح عبد الحميد، أن الحزب لم ينسحب حتى الآن من القائمة الموحدة، ولن يتنازل عن المشاركة حتى لو انسحبت معظم الأحزاب الموجودة بها، مضيفًا أن "النور" لم يطلب من أحد التحالف معه؛ بل قيادات الأحزاب المدنية هي من طالبته بالدخول فيما يسمى تحالف القائمة الموحدة. وشنّ عبد الحميد، هجومًا على الأحزاب المدنية التي تريد إقصاء الحزب، معقبًا: "الأحزاب تريد تحميل النور فاتورة أخطاء الإخوان، وهذا لن يتحمله الحزب وسنرد بقوة عليه، والحكم في النهاية للشارع والصندوق، وعلى الأحزاب الكرتونية أن تصمت الآن وتترك الخيار للمواطن".