فى فقرة الأسئلة التى يطلب فيها الجمهور رأى الشيخ فى المسائل الفقهية فى إحدى القنوات، كان السؤال للشيخ مصطفى العدوى عن بعض المتصفحات على الإنترنت التى تقوم بالتنبؤ بالكلمات عند البحث إذا كُتِب حرف منها، وكان رد الشيخ متجاوزًا حدود المنطق والعقل، فقد قال إن ذلك من سبل الكهنة والدجالين والعرافين الكذابين، فلا يجوز مثل ذلك بحال. بالتأكيد جهل الشيخ بعلوم الإنترنت هو السبب فى هذه الهرتلة، فالرجل فى ما يبدو خدعه لفظ «التنبؤ» فاعتبره من أفعال المنجمين فحرمه، وأنا لا ألتمس له العذر أبدًا، فالأولى أن يعتذر عن الإجابة عند جهله، أو حتى يؤجلها حتى يتبين الأمر بدلا من أن يتصدى للإجابة عما يجهل. ولكن بعيدًا عن الشيخ الذى أدعوه إلى الاعتذار علنًا احترامًا لعقول متابعيه، وعدم الخوض فى ما لا يعلم حتى لا يشك الناس فى ما يعلم، بعيدًا عن ذلك فإن من أغاظنى هو السائل. من الفايق الرايق الذى ترك كل مسائل الدين المتفق عليها والخلافية، وشغلته الكلمة التى يتنبأ بها جوجل؟ من الفايق الرايق الذى ترك كل هموم السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة وجلس فى حجرته يبكى ندمًا لأنه كتب فى البحث حرف السين فخرجت النتيجة «سوسن»؟ من المحروس الذى اقتطع من قوت عياله ثمن مكالمة التليفون محلية كانت أو دولية أو من وقته ليكتب رسالة من أجل التكفير عن هذا الذنب الشنيع؟ والداهية الثانية.. ما نتيجة هذه الفتوى؟ الشيخ أفتى بأن هذا لا يجوز.. ماذا ستفعل يا مسكين؟ هل ستبعث برسائل لكل شركات المتصفحات تدعوهم إلى الهداية، وترك المعاصى بحذف التنبؤ بالكلمات؟ اعتذر يا شيخ مصطفى العدوى.. وعَلِّم مريديك البعد عن هذه التفاهات، وقل لهم إنه لن يشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه.