إبراهيم أحمد ومعتز شمس الدين المجلس الأعلى للدفاع عن الثورات العربية الذى عقد اجتماع مؤخرا فى باريس بحضور أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة" والمنصف المرزوقى، الرئيس التونسي السابق، وتوكل كرمان، الناشطة اليمنية، أثار استياء السياسيين المصريين، واعتبروه كيان تابع للتنظيم الدولي للإخوان. وقال المستشار نور الدين علي، الفقيه الدستوري، إن القانون المصري يسمح لأي كيان إقليمي بممارسة عمله على الأراضي المصرية في حال تم إنشاء هذا الكيان على الأراضي المصرية وفقا للإجراءات المتبعة في ذلك، أو أن يقوم بمارسة عمله داخل مصر عن طريق فرع رسمي للكيان بمصر أو عن طريق منودب رسمي يأخذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية المتبعة في هذا الشأن. وأضاف أنه من حق السلطات المصرية محاكمة أعضاء هذا الكيان الذي تم الإعلان عنه في حال أن شكل خطرًا على الدولة المصرية، وقام بأحد الجرائم المنصوص عليها بالباب الثاني والثالث من قانون العقوبات، وخصوصا المادة 86 وملحقاتها، وهي الجرائم المتعلقة بأمن الدولة في الداخل والخارج. وأكد الفقيه الدستوري أنه في حال أن ثبت قيام هذا الكيان أو أفراده بالمساس بالأمن المصري ينطبق عليهم القانون المصري على هذا الفعل وفقا لمبدأ الشخصية والذي يحاكم كل مصري بالخارج على تلك الجرائم وهنا يكون المعاقب أيمن نور العضو المصري بهذا الكيان، أو وفقا لمبدأ آخر تكميلي وهو مبدأ "عينية النص الجنائي" حيث ينطبق على كل من ارتكب جريمة خارج القطر المصري بغض النظر على جنسيته، خصوصا أن تلك الجرائم متعلقة بأمن الدولة المصرية، وهنا يخضع المرزوقي وكرمان وأي شخصية تمس الأمن القومي المصري للمحاكمة وفق القانون المصري. وعن هدف إنشاء هذا الكيان وتوقيته، قال خالد هيكل نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن إنشاء هذا الكيان يأتي "ضمن خطة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وتحريك عملاؤه في الدول المختلفة وعلى رأسهم أيمن نور، والمنصف المرزوقي، وتوكل كرمان، وذلك ضمن خطتها في داخل مصر وفي الخارج للتصعيد مع ذكرى ثورة 30 يونيو ومرور عام على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم. وأضاف هيكل أن مثل تلك التحركات لا مناص من فشلها، خصوصا مع معرفة الجميع ارتباط مؤسسيها بجماعة الإخوان الإرهابية، وليس بعيد عن المشهد زيارة المرزوقي لقطر وحديثه عن مصر، وحديثه عن الإخوان والذي أثبت وجهة نظر الشعب التونسي الذي كشف حقيقته، وأن الإخوان "اشتروه بأموالهم". ونوّه إلى ضرورة أن يدرك الجميع بمصر أن الإخوان يعملون على اختراق المجتمع مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف، ويجب على جميع المنظمات والأحزاب المصرية عدم التعامل مع تلك المنظمات المشبوهة. وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن اجتماع ما يسمى بتشكيل المجلس الأعلى للدفاع عن الثورات العربية، هو في الحقيقة مجلس يضم حلفاء أمريكا في المنطقة، ويمكن تسميته بالمجلس الأعلى للمؤامرات على الدول العربيه فقط. فيما اعتبر المستشار يحيي قدري، نائب رئيس حزب "الحركة الوطنية"، أن "تأسيس مثل هذا الكيان عمل غير طبيعي وغير مقبول، فالثورات عمل استثنائي ضد القانون والنظام"، متسائلا "كيف يتم الدفاع عن ثورات قام بها خونه لأوطانهم؟". واستنكر قدري محاولات أيمن نور للوقوف دائما في صف جماعة الإخوان الإرهابية، لافتا إلى أنه "من غير المعقول أن يعلن مجموعة من الأشخاص أنهم مسئولون عن الدفاع عن أمور ضد القانون". من جانبه، قال الدكتور يسري العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن هذا الكيان "كيان وهمي" الهدف منه هو حب الظهور للثلاثي الرئيسي المكون لهذا المجلس، وهو أيمن نور، والمنصف المرزوقي وكرمان. وأضاف العزباوي، أن الشو الإعلامي هو من يقود أيمن نور من وقت لآخر للظهور علينا بمثل هذه الكيانات الوهمية، والتي يسعى من خلالها للمشاركة في لعبة سياسية "قذرة" الهدف منها إعادة الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى، لافتا إلى أن الوطنيين الحقيقيين هم المتواجدون في بلدانهم، وليسو من يدافعون عنها من الخارج. وتابع العزباوي قائلا أن "المنصف المرزوقي كان من المفترض أن يتعامل بمنطق رجل الدولة، فقد دخل انتخابات رئاسية وخسر فيها"، مشيرًا إلى أن "الناشطة توكل كرمان كان عليها أن تبحث عمن استولوا على بلادها حاليا، قبل أن تبحث عن تشكيل مثل هذه المجالس".