في مثل هذا اليوم 22 مايو من عام 1455م، اندلعت "حرب الورود" في إنجلترا، هزم "اليوركيون" قوات "اللانكستريين" التابعة للملك هنري الخامس في سانت ألبانز التي تقع على بُعد 20 ميلاً شمال غرب لندن، وهلك العديد من النبلاء اللانكستريين وكان من بينهم إدموند بيوفورت دوق سومرست، واضطر الملك للخضوع لحكم ابن عمه ريتشارد صاحب يورك، وقد استمرت الحرب الطاحنة بين عائلة يورك، التي اتخذت الوردة البيضاء شعاراً لها، وعائلة لانكستر، التي اتخذت الوردة الحمراء شعاراً لها، ثلاثين عاماً. ادعت كل من العائلتين، وهم أقرباء، أحقيتها في العرش لأنها من سلالة أبناء إدوارد الثالث، ملك انجلترا في الفترة ما بين 1327 و1377، وكان هنري الرابع أول الملوك اللانكستريين عام 1399، ولكن التمرد ساد خلال فترة توليه الحكم.. أما ابنه هنري الخامس فقد استطاع أن يحقق نجاحات وانتصارات كبيرة في حرب المائة عام ضد فرنسا، ثم خلفه ابنه هنري السادس والذي لم يتمكن من الحفاظ على الأراضي الفرنسية التي ضمها والده وخسر معظمها، وبدأت الفوضى تعم البلاد وبدأ الأمراء محاولة نزع السلطة من هنري السادس.. في ذلك الوقت استطاعت الملكة مارجريت أنجو أن تسيطر على العرش. سبب تسمية الحرب ب"حرب الورود" مسمى حرب الورود يشير إلى شعار النبالة لأسرتين ملكيتين كان شعارهما النبيل ينتمي إلى نوع من الورود، فقد كانت الوردة الحمراء هي شعار أسرة لانكاستر بينما الوردة البيضاء شعار أسرة يورك، وقد استخدم هذا المسمى في القرن 19 بعدما نشر السير والتر سكوت روايته الشهيرة The Maiden of the Mist التي فيها تحدث عن انتصار أسرة يورك في معركة توكسبوري. وقد استمد هذا المسمى من مشهد لإحدى مسرحيات شكسبير والتي تدعى هنري السادس التي يظهر فيها مجموعة من النبلاء والمحامون وهم يقطتفون مجموعة من الورود البيضاء أو الحمراء على التوالي في حدائق معبد الكنيسة لإظهار الولاء للأسرتين المتحاربتين. استخدمت أسرة يورك رمز الوردة البيضاء كشعار النبالة لهم في بداية المعارك لحرب الوردتين بينما أسرة لانكاستر لم تعتمد شعار الوردة الحمراء إلا بعدما انتصروا في معركة بوسوورث في عام 1485 على يد القائد هنري تيودور وبعد أن توحدت الأسرتان الملكيتان تشكل شعار جديد جامعاً وموحداً فيها كلا الأسرتين أطلق على هذا الشعار وردة تيودور. ارتدى معظم المشاركين في هذه الحرب شارة شعار مرتبطة بكونها خاصة فقط للوردات والرعاة اللذين لهم ارتباط مباشر في نظام "الاقتطاع الفاسد" المنتشر في ذلك الزمان.