من لم يغسل منكم المواعين فليرمنى بحجر.. ومن كان يعتبر غسيلها عيبا فأرجو منه ألا يُكمل المقال، ويغلق الصفحة وسأكون مدينا له بالشكر لو ذهب إلى مكان –أو موقع- آخر، وبحث عن كاتب يرضيه وعلى مقاس دماغه. فى المقال السابق والذى كان عنوانه “مرسى يغسل المواعين” فجأنى القراء بكم من التعليقات، لا أدرى لها مصدرا سوى أن الأشياء التى أنتقدت عدم تَغيرها فى مصر حتى الآن – بعد أن مر أكثر من عام ونصف على الثورة – لا تقتصر فقط على وزارة الداخلية، بل أنها وللأسف تمتد إلى أدمغة كثيرين، فرغم أننى حكيت قصة سلبية جداً، ومشكلة يعانى منها الجميع، إلا أن أحدا لم ينتقد أو يتعاطف مع ذلك. فقط جاءت التعليقات واحدة ووحيدة على موقعى “الدستور الأصلى” و”التحرير” وهى أن الرئيس لايمكن أن يغسل المواعين، ولا يصح تماماً أن أقول عنه هذا، هو الذى قالت عنه زوجته أنه يساعدها كثيرا فى الأعمال المنزلية.. فليقل لى أحدكم أليس غسل المواعين من هذه الأعمال؟ حزين جدا، ليس للكم الكبير من الشتائم والسباب التى تلقيتها لكن لأن العقول جامدة لم تتغير وتدافع عن مرسى كما كانت تدافع عن مبارك، دون أى إدراك إلى أن الرئيس وغيره من المسئولين علينا نقدهم وتوجيههم ليعدلوا فينا –.. ألم يقل مرسيكم هذا- فى خطابه الأول. الغريب أن القراء الذين يشتمون ويسبون، يدافعون ويتمسحون فى رئيس جاء من جماعة الإخوان، التى من المفترض أن ديانتها – وكل الأديان الأخرى- تمنع ذلك وتبغضه وتحرمه أيضا. لا يعجبكم أن يغسل رئيسكم المواعين.. دعونى أقول لكم أنه لم يقترب من أى “طبق” حتى الآن، وواضح أنه لا يملك حتى سائلاً للغسيل، الداخلية التى عانت منها الجماعة عقوداً طويلة وعانى منها الشعب المصرى أكثر، تحتاج إلى تطهير وتغيير جذرى وشامل إلا أن كل الأمور تشير إلى أن مرسيكم لن يغير وزيرها اللواء محمد إبراهيم.. فقط لأن الجماعة أصبحت ترضى عنه، ونست كل ما حدث فى الشهور القليلة من مشاكل للمواطنين فى عهد هذا الوزير، آخرها وليس أولها أزمة قسم شرطة مدينة نصر بين المحامين وضباط الشرطة، ولا داعى للتذكرة بما قاله إبراهيم فى مؤتمره الصحفى تعليقا على حادثة السويس التى قتل فيها طالبا بكلية الهندسة على يد إسلاميين لم يصل الدين لقلب واحداً منهم. ( الوزير أبدى تعاطفاً مع القتلة).
لن أفترض – كما يقول البعض – أن هذه التعليقات لجاناً إلكترونية تدافع عن الرئيس الإخوانى، وسأتعامل معها على أنها حقيقية ومن أشخاص يحبون البلد ويريدون لها خيرا، لكن لم أقرأ لأحد منهم قولاً يحل المشكلة التى عرضتها، رغم أنها جزء من أربع مشاكل ينوى الرئيس مرسى حلها خلال المائة يوم الأولى، بل أنه تحدث عنها فى ثانى أيامه فى الرئاسة – أتحدث عن مشكلة المرور ياسادة- وقال أنه سيوليها اهتماماً خاصاً. عودة للتعليقات التى كان من ضمنها من يقول كيف تقول ذلك عن الرئيس وهو يحفظ القرآن وسنة النبى هو وزوجته وأولاده؟ رغم أن سنة الرسول(ص) وسيرته تخبرنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يرتق ثيابه بيديه ويساعد زوجته فى الأعمال المنزلية.. إذا فالأمر غير مخجل تماما إلا إن كنتم تريدون طاغية جديد.. فهنيئا لكم به.