رصد موقع "ذا لوكال" الفرنسي الناطق بالإنجليزية، اليوم السبت، إقامة مئات المهاجرين من أصول أفريقية وصلوا أوروبا حديثا بعد عبور البحر الأبيض المتوسط، معسكرا مؤقتا وسط باريس، تمهيدا لاستكمال طريقهم لانجلترا. حيث نصب ما يقرب من 500 مهاجر أفريقي خيامهم بالقرب من خط السكك الحديدية وسط باريس، مستخدمين خيام مستعملة قدمتها لهم بعض الجمعيات الخيرية المحلية، بعد استخدامهم صندايق القمامة والحمامات العامة للاختباء من البرد ومطاردة الشرطة. و روى شاب من إرتريا يدعى إيمانويل (21 عاما) للموقع الفرنسي أنه دفع 2.500 جنيه للوصول إلى أوروبا، بعد محاولتين فاشلتين. أضاف الشاب " قدمنا تنازلات كثيرة لتحقيق حلمنا في الوصول لانجلترا، طاردتنا الشرطة، ونمنا في المراحيض، ولكننا لدينا أمل كبير في الحصول على حياة أفضل مستقبلا". ويذكر الموقع الفرنسي أن غالبية المهاجرين الأفارقة من إرتريا والسودان و إثيوبيا، وصلوا إلى باريس على متن قارب للمهربين، خلال رحلة صعبة لقى فيها البعض حتفه. وأضاف الموقع بأنه تم إبلاغ بعض المخيميين أن السلطات الفرنسية ستقوم بإجلائهم سريعا بسبب قرب بدء الموسم السياحي. وعلى الرغم من مخاطر عبور البحر الداخلي في أوروبا، ومن ثم محاولة الوصول إلى "أرض الميعاد" في بريطانيا، والمهاجرين وقال كان يستحق المخاطر. واحد صحافيين المخاطرة الغرق التي كانت أفضل من البقاء في ليبيا، حيث "هناك أشخاص سيئة هناك ويفعلون أشياء سيئة للنساء". وقال أحد سكان المخيم أنه بالرغم من مخاطر الرحلة ابتداءا من عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا والتخييم في باريس ومن ثم الوصول إلى "أرض الميعاد" في إنجلترا؛ إلا أن هذا أفضل بكثير من البقاء في بلادنا المليئة بالحروب والنزاعات". وحسب موقع ذا لوكال الفرنسي، تعيش مدينة كاليه (شمال فرنسا) منذ سنوات على وقع أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من أفريقيا وبؤر النزاع في الشرق الأوسط، الذين يحلمون بالوصول إلى بريطانيا عبر المدينة، والتي نشرت الداخلية الفرنسية تعزيزات إضافية للشرطة لضبط الأمن بها. كما أن هذه المخيمات أصبحت أرضا خصبة للأمراض الجلدية الطفيلية المعدية، بسبب عدم انتشار ثقافة النظافة الشخصية لدى المقيمين بالمخيم، وهو ما يقلق السلطات الفرنسية من "ضرب" الموسم السياحي القادم. وحذر أحد سائقي الحافلات البريطانيين من تسلل بعض المهاجرين إلى الشاحنات التي تمر بالقرب من السكك الحديدية، مما أدى إلى بعضهم تحت عجلات السيارات.