قال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، إنَّ مصر تشهد في هذه المرحلة منعطفًا هامًا في مسارها السياسي والاقتصادي، في أعقاب ثورتين قدَّم فيهما شعب مصر العديد من التضحيات وبرهن على تمسكه بحقه في حياة كريمة، وتطلُّعه إلى دور أكبر ومشاركة أوسع في الميدان السياسي والاقتصادي على حدٍ سواء. جاء ذلك خلال افتتاح دورة إعداد المدربين فى برنامج دعم الجمعيات والمؤسسات الأهلية لتمكين الشباب من المشاركة الفعالة في المحليات والعمل العام، اليوم الأحد، بحضور غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، والدكتور علي الصاوي، رئيس بيت الخبرة البرلماني، والدكتور محمد رفاعي، رئيس مؤسسة أجيال مصر لتنمية الشباب والنشء. وأشار إلى أنَّ الثورة قد مهَّدت لهبوب رياح التغيير على الواقع السياسي والاقتصادي في مصر، حيث يشهد الصعيد السياسي في مصر حاليًا تغيرات عدة تهدف إلى إرساء واقع سياسي جديد، منها الانتهاء من وضع دستور جديد يكفل إطارًا ديمقراطيًا متكاملاً للحياة في مصر، إلى جانب إجراء إصلاحات على مستوى الانتخابات النيابية والمحلية وتفعيل مبادئ الديمقراطية والشفافية والمحاسبة للسلطات المختلفة. وأوضح عادل لبيب أنه بالتوازي، تشهد الساحة الاقتصادية على المستوى المحلي بعض التغييرات والإصلاحات التي تتمحور معظمها حول المواطن المصري من خلال العمل على تحسين مستواه المعيشي وزيادة المردود الإيجابي لعملية النمو الاقتصادي الذي ينعكس عليه، من خلال تحسين ما يصل إليه من سلع وخدمات وهو ما يمس حياته اليومية بصفة مباشرة، ويأتي مثالاً على ذلك تبني وزارة التنمية المحلية لبرنامج "مشروعك" القائم على تشجيع الشباب لإعداد وتنفيذ مشروعاتهم التنموية مختلفة الأحجام "المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الحجم"، ومن هنا تأتي أهمية تأكيد البعد المحلي في عملية النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية، لافتًا إلى أن رسم الخريطة الاقتصادية للمرحلة المقبلة لابد أن يضع نصب عينيه المواطن كأولوية وهو ما يستدعي تحسين الإطار الذي يحيا فيه ويؤثر مباشرةً عليه، أو بمعنى آخر، العمل على بناء نظام محلي جديد، وفق نص حديثه. وذكر: "يتضح لنا أنَّ الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي على المستوى القومي لابد أن ينعكس على إصلاحات مماثلة على المستوى المحلي لذا علينا أن نعمل على بناء نظام محلي جديد وإرساء أسسه التي تعكس رغبات المواطن ومصلحته في المقام الأول، فالإصلاح السياسي وإرساء أسس الديمقراطية لابد أن ينعكس في مزيد من اللامركزية السياسية التي تؤسس لمجتمع محلي ديمقراطي يشارك المواطن من خلال مؤسساته في إدارة مقدراته والتعبير عن طموحاته بحرية" . وأضاف وزير التنمية المحلية أنَّ الإصلاح الذي يقوم على دعم الشباب للمشاركة في العملية التنموية يستند إلى زيادة مشاركتهم في تحديد رؤيتهم للمكان الذي يعيشون فيه، ما يشجع المجتمعات المحلية على تحديد احتياجاتها وترتيب أولوياتها ورفع كفاءة استخدام مواردها وزيادتها أيضًا، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة تلك المجتمعات في صنع القرار وتحديد الأولويات مما يؤدي إلى إعلاء قيم المواطنة من خلال وجود مجالس محلية شعبية منتحبة على كل مستوى إداري بجميع أنحاء الجمهورية.