قامت صاحبة العمارة بتأجير الشقة المفروشة لكلٍّ من ماجدة الخطيب وأحمد مظهر فى ذات الوقت. يظل الاثنان يعيشان فى الشقة معًا دون أن يعرف أىٌّ منهما الآخر، ولا يكتشفان الأمر حتى يقترب الفيلم من نهايته، وتقترب مرارة المتفرجين من حد الانفجار! يبدأ الفيلم بلقطة شاملة للجانب الجنوبى لميدان رمسيس، الجانب المواجه لمحطة مصر، ويظهر فى اللقطة تمثال رمسيس الثانى والنافورة المقامة أمامه -ظل التمثال هنا منذ 1955 إلى 2006، قبل أن ينقل تمهيدًا لنصبه فى المتحف المصرى الكبير- يظهر لنا أن ميدان رمسيس كان لا يزال فى حالة لا بأس بها، واليوم هو كتلة من التشوُّه اللا معقول، بكل كبارى السيارات وكبارى المشاة التى تعبره، والأسوار الحديدية التى تعوق حركة المشاة فيه، ناهيك بفوضى المرور والباعة الجائلين الذين يحتلون كل ما تبقَّى من مساحته الشاغرة. فى الدقيقة 4:47، تتحرَّك السيارة فى ميدان التحرير، حيث يظهر كثير من معالم الميدان، ثم تتجه إلى كوبرى قصر النيل، ويظهر من اللقطة أنه لم يكن هناك فاصل بين اتجاهَى السيارات على الكوبرى فى ذلك الوقت. فى الدقيقة 6:35، تجلس ماجدة الخطيب أسفل تمثال نهضة مصر، وهو يوجد عند نهاية كوبرى الجامعة وتقاطع شارعَى نهضة مصر وشارل ديجول، وهو هنا منذ عام 1955، وقد نصب أولاً فى ميدان باب الحديد (ميدان رمسيس حاليًّا) عام 1928، ثم انتقل من مكانه الأصلى ليحل محله تمثال رمسيس الثانى -التمثال هو أهم أعمال المثّال الشهير محمود مختار، وقد اكتتب الشعب المصرى من أجل جمع تكاليف هذا التمثال الجرانيتى الكبير- تعرّض التمثال لتلفيات عام 2013 من جراء عبث بعض المتظاهرين به فى أثناء اعتصام الإخوان بميدان النهضة. فى الدقيقة 7:18، تسير السيارة فى شارع إبراهيم اللقانى بمصر الجديدة (شارع عباس سابقًا)، حيث تظهر عمارات البواكى الشهيرة، بعدها تنحرف السيارة إلى شارع الأهرام. 2- فى الدقيقة 24:56، يقف أحمد مظهر فى حديقة الخالدين بالإسكندرية، والتى تقع بالقرب من محطة الرمل -يمكننا أن نرى مسجد القائد إبراهيم ، وفى الخلفية مبنى مركز الإسكندرية الإقليمى لصحة وتنمية المرأة- هذا المسجد هو المكان الذى كانت دائمًا ما تنطلق منه المظاهرات فى الإسكندرية فى أثناء ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، كما كانت الحديقة مقرًّا لعديد من الاعتصامات - يظهر من الفيلم أن تماثيل الخالدين كانت موضوعة على قواعد عالية يتجاوز ارتفاعها ارتفاع القامة، واليوم هى موضوعة على قواعد قصيرة. فى الدقيقة 25:40، يظهر المسرح الرومانى بالإسكندرية مع لقطات للمبانى التى توجد حوله. فى الدقيقة 29:59، نرى لقطة شاملة ومذهلة لميدان سفير بمصر الجديدة عام 1970 -اللقطة مصوّرة من فوق إحدى العمارات بالجانب الشرقى للميدان، ويظهر بها شارع عثمان بن عفان من ميدان تريومف وحتى ميدان الإسماعيلية- يظهر باللقطة أن تخطيط الميدان كان مختلفًا تمامًا عن الآن، حيث كان الميدان يحتوى على صينية دائرية مثل باقى ميادين مصر الجديدة، ثم فى التسعينيات تم اتخاذ قرار غبى بسد شارع عثمان بن عفان وعمل فتحات «U-Turn» فى شارع أبو بكر الصديق لتحويل حركة المرور -يظهر أيضًا من اللقطة أنه لم يكن هناك خط مترو فى شارع أبو بكر الصديق فى ذلك الوقت، وقد تم إنشاء هذا الخط عام 1977. فى اللقطة أيضًا نرى ثلاث لقطات نادرة لثلاثة مبانٍ هُدمت ولا يتوافر لها أى صور -المبنى الأول هو العمارة المجاورة لجمعية السمك، وهى عمارة من أربعة أدوار هُدمت منذ وقت طويل، وبنى مؤخرًا مكانها برج من سبعة طوابق (صورة 4 وصورة 5)- المبنى الثانى سينما صيفى كانت تحمل رقم (60 أبو بكر الصديق)، هى سينما ريفيرا الصيفى، والتى كانت تتحوَّل فى الشتاء إلى صالة باتيناج، وقد صار مكانها الآن عمارة ضخمة يوجد أسفلها مطعم ماكدونالدز (صورة 6 وصورة 7)، المبنى الثالث هو فيلا رائعة كانت تحمل رقم (54 شارع عثمان بن عفان)، ومكانها حاليًّا برج بشع به متجر «التوحيد والنور» (صورة 8 وصورة 9). فى الدقيقة 32:22، نرى ثلاجة بيرة ستيلا، لبيع البيرة فى الشارع -ليست ثلاجة بالمعنى المفهوم، لكنها صندوق خشبى يُملأ بالثلج- عام 1976 أصدر الرئيس المؤمن أنور السادات، القانون رقم 63 لسنة 1976 والمعروف بقانون حظر شرب الخمر، وقد منع القانون بيع أو شرب الكحوليات فى الأماكن العامة أو المحلات العامة، إلا أنه استثنى المنشآت السياحية المرخص لها تقديم الخمور. فى الدقيقة 32:52، يظهر المبنى الرائع لمعهد الموسيقى العربية، وهو يوجد فى شارع رمسيس بجوار سنترال رمسيس، ويعود هذا المبنى إلى عام 1923.