اشتهر هذا الفيلم بتصوير عديد من المشاهد في شوارع مصر الجديدة مما يمثل توثيقاً مهماً لتلك الشوارع في تلك الفترة التي يشح فيها جداً وجود الصور الفوتوغرافية للشوارع والمباني في مصر يبدو هنا أن كاتب السيناريو لم يدرس الخريطة قبل الكتابة ولعله كتب أسماء الشوارع عشوائياً فين شارع السلطان؟!
فى أثناء التخطيط للسرقة (الدقيقة 13)، يشرح أحمد مظهر لعادل إمام أبعاد مسرح الجريمة على الخريطة، فيقول له «إحنا دلوقت فى مصر الجديدة.. ده شارع السلطان.. وده شارع المنصورة». يبدو هنا أن كاتب السيناريو لم يدرس الخريطة قبل الكتابة، ولعله كتب أسماء الشوارع عشوائيًّا. شارع المنصورة يقع بالقرب من ميدان الجامع، وهو بعيد عن المنطقة التى تم تصوير الفيلم فيها. لم أجد شارعًا باسم السلطان. بالبحث فى خرائط قديمة لمصر الجديدة وجدت شارعًا باسم السلطان سليم، وهو الاسم القديم لشارع شفيق غربال، لعله هو الشارع المقصود، وإن كان ما زال بعيدًا أيضًا عن منطقة التصوير. بعد العبارة السابقة تظهر لقطة لمبانى البواكى الواقعة أمام فندق هليوبوليس بالاس، والذى يُعرف الآن ب«قصر الاتحادية». اللقطة مصوَّرة من أمام القصر، وهو شىء صار مستحيلاً الآن، أن تصوّر فى هذا المكان، بعد تحوُّله إلى مقر لرئاسة الجمهورية. يمكننا أن نرى أيضًا صفًّا من السيارات المركونة أمام القصر، وهو شىء صار ممنوعًا تمامًا أيضًا، حيث السيارات الوحيدة المسموح لها بالركن فى هذا المكان هى سيارات الأمن المركزى! (صورة 1). الأهرام فى مصر الجديدة؟!
«العمارة» مسرح الأحداث هى العمارة رقم 22 شارع الأهرام. وبمقارنة شكلها فى الفيلم بوضعها الحالى، نجد أن المحلات التجارية التى افتتحت أسفلها (مكان المحلات القديمة) قد أدَّت إلى تشويهها بشكل كبير، حيث قام أصحاب المحلات بتكسير الكوابيل أسفل الشرفات لوضع لافتات أضخم وأضخم. ناهيك بأجهزة التكييف وخراطيمها التى تتدلَّى فى كل مكان على الواجهة. يبدو أيضًا أن لون العمارة لم يكن أحمر وإلا لظهر بلون أسود فى الفيلم، وأن الأحمر أُضيف حديثًا. (صورة 2 وصورة 3). هناك لقطات لشارع الأهرام يظهر فيها وهو ملىء بالأشجار الباسقة على الجانبين. غابة حقيقية. أين ذهبت كل هذه الأشجار والشارع اليوم صار شبه أجرد؟! مَن الذى قرر إزالة الحديقة ورصف الرصيف بالأسفلت؟ (صورة 4). ومن المعتقد أن تحويل خط المترو من شارع إبراهيم اللقانى (شارع عباس سابقًا) إلى شارع الأهرام تم بعد تحويل الفندق إلى قصر رئاسى حتى لا يمر من أمام بوابات القصر، لكن يظهر من الفيلم أن هذه العملية تمت قبل ذلك بكثير، حيث لا نرى خطوط المترو فى شارع إبراهيم اللقانى، بينما نرى المترو وهو يمر أمام العمارة فى شارع الأهرام، وهنا نعود إلى السؤال السابق: ما مبرر إزالة الحديقة الوسطى لشارع الأهرام؟! بالمناسبة، يُقال إن شارع الأهرام سمّى بهذا الاسم، لأنك إذا وقفت وأعطيت ظهرك لكنيسة البازيليك ونظرت إلى الأمام، فإنه كان بإمكانك رؤية الأهرام الثلاثة فى الجيزة! وبالفعل إذا مددت خطًّا مستقيمًا على الخريطة على استقامة شارع الأهرام فإنه يلتقى فى النهاية مع أهرام الجيزة. بالطبع لم يعد هذا الأمر ممكنًا الآن بعد أن امتلأ كل مكان بالبنايات العالية. الأشجار كانت «زمان» فى الدقيقة 15:45 تظهر لقطة لجزء من سينما «نورماندى» بشكلها الأصلى، قبل أن يتم تشويهها على يد شركة توزيع الأفلام التى تستأجرها حاليًّا، والتى حوَّلتها إلى مسخ قبيح. فى الدقيقة 1:08:35 توجد لقطة لمبنى «هليوبوليس هاوس أوتيل» (صورة 5)، والذى يقع على تقاطع شارعى الأهرام وإبراهيم اللقانى، والذى يحتل جزءًا كبيرًا منه متجر «جراند ستورز» حاليًّا. اللقطة هنا قبل أن يقضى المحل على ما تبقى من الطراز المعمارى للمبنى، وقبل أن يتم (تقفيل) الدور الثانى (صورة 6)، لكن المبنى فى الأصل لم يكن شكله هكذا أيضًا، فقد كانت هناك بواكى أسفل المبنى كما يظهر فى هذه الصورة التى تعود إلى عام 1930. (صورة 7) مرة أخرى لم تعد هناك أى أشجار من التى ظهرت فى الفيلم أمام المبنى. عندما صعدت إلى العمارة، وجدت أن بير السلم أضيق بكثير من الذى ظهر فى الفيلم، كما أن شكل أبواب الشقق ودرابزين السلم مختلف تمامًا، وعلى هذا فالتصوير الداخلى لم يتم على الإطلاق فى هذه العمارة!