الشعب المصرى قام بثورة عظيمة.. لكن يحاولون الآن وأدها! جميع طوائف الشعب شاركت فى هذه الثورة والملايين خرجت فى شوارع وميادين مصر تتطالب بإسقاط النظام. وكان لجماهير الكرة دور عظيم فى هذه الثورة.. من جماهير ألتراس أهلاوى وألتراس زملكاوى.. ولهم بطولات فى يوم جمعة الغضب 28 يناير بالتصدى لمدرعات الأمن المركزى والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.. والرصاص الخرطوش والحى.. وسقط من بينهم شهداء. فمن ثم يفتخرون بهذه الثورة.. ويؤلفون ويلحنون الأغانى تحية لها. فمن الطبيعى أن يهتفوا تحية لثورة 25 يناير، وأن يهتفوا ضد الرئيس المخلوع حسنى مبارك وعصابته ووزير داخليته حبيب العادلى ومعاونيه الذين يحاكَمون الآن فى قضية قتل المتظاهرين. .. فشىء طبيعى أن تكون مباريات الكرة فى الاستاد، أى مباراة، احتفالا بالثورة.. إلا إذا اعتبر القائمون على إدارة البلاد وداخلية العيسوى والأخ محسن مراد مدير أمن القاهرة أن الثورة انتهت. .. وشىء طبيعى أن تهتف الجماهير ضد مبارك والعادلى. ألم تقم الثورة العظيمة التى سقط فيها ما يزيد على ألف شهيد وآلاف من المصابين على يد قوى قمع مبارك والعادلى وبأوامرهما؟ دعنا من محاكمة مبارك وأبنائه والعادلى ومعاونيه فى تهم قتل المتظاهرين فى أحداث ثورة 25 يناير وحتى لو صدر أى حكم ببراءتهم.. فقد تمت إدانتهم فى الأحداث. .. فالشعب يعرف الآن وبينهم جماهير ألتراس أهلاوى أن مبارك هو الذى أمر بقتل المتظاهرين.. وأن العادلى هو الذى أمر قواته بالتصدى للمتظاهرين وتفريقهم بأى شكل وباستخدام جميع الأسلحة حتى لو تم قتلهم. هكذا يعلم الجميع.. مرة أخرى.. حسنى مبارك هو الذى أمر بقتل المتظاهرين وحبيب العادلى هو المنفذ. .. وبعيدا عن محاكمة المستشار أحمد رفعت وألاعيب المحامين وشهود الإثبات الذين جاؤوا من الشرطة ليتحولوا إلى شهود نفى أمام المحكمة، فإن الشعب يرى فى حسنى مبارك سفاحا وحبيب العادلى قاتلا.. وإلا فلماذا كان إصرار الشعب على تكملة ثورته حتى إسقاط مبارك؟ وحتى الجيش الذى يحكم الآن ويدير شؤون البلاد يعرف ذلك جيدا، وإلا فلماذا يقول الفريق سامى عنان رئيس الأركان دفاعا عن انحياز القوات المسلحة للثورة والثوار «لو كانت الثورة فشلت لأُعدمنا وشُنقنا جميعا وعُلقنا على باب زويلة».. رغم أنه لم يعد لزويلة باب.. إلا أنه دليل على مدى استعداد حسنى مبارك ورجاله وأولهم حبيب العادلى للتخلص من أى معارضين لهم بالقتل الفاجر وعلى طريقة المماليك.. فقد كنا -فعلا- فى عهد مبارك دولة مماليك! فمن الطبيعى أن يحتفل جماهير الألتراس فى ليلة صيفية بالثورة ويغنوا لها.. ويهتفوا ضد حسنى مبارك الذى يمثّل الآن فى محاكمته كأنه مريض رغم مرضه الحقيقى.. وضد استهتار العادلى ورجاله بالمحاكمة واعتداءات من أطلقوهم ويصفونهم بأبناء مبارك على أبناء الشهداء أمام المحكمة وتحت رعاية وحماية الشرطة نفسها. ليس هذا فقط.. فهم يرون كل يوم عودة فلول النظام السابق ومحاولة تصدرهم المشهد العام فى جميع المجالات.. بل وخروجهم فى فضائيات يسبون الثورة والثوار مقابل حصولهم على أموال كثيرة من أصحاب تلك الفضائيات بما فيها فضائيات يمتلكها رجال أعمال وسياسيون متلونون الآن.. ويشاركون فى القرار السياسى بل ويُعتمد عليهم فى تحالفات غريبة.. كما كانوا يفعلون بالضبط أيام نظام مبارك. فمن حق الألتراس الأهلى تحية الثورة والهتاف ضد السفاح حسنى مبارك والقاتل حبيب العادلى.. ولكن تلك الهتافات لم تعجب ضباط الداخلية الذين ما زالوا حتى الآن ينتمون إلى حسنى مبارك وحبيب العادلى فاستفزتهم تلك الهتافات.. فقرروا ضرب الجماهير.. ليستعيدوا أيام القهر، أيام مبارك والعادلى. فالداخلية ما زالت تحكم حتى الآن برجال مبارك والعادلى.. أما منصور عيسوى.. فمعلش! اركن على جنب فالرجل ليس له فى التور ولا فى الطحين وجاؤوا به بعد أن قرر الاعتزال والذهاب إلى باريس.. وصرفوا له وزارة الداخلية.. ليتحكم فيها العادلى من جديد! إن ما حدث مع ألتراس الأهلى ما هو إلا فكر داخلية العادلى وإنهم لا يريدون أن يتغيروا ولا يصدقون أن هناك ثورة حدثت أسقطت مبارك والعادلى.