عاش عندليب الغناء العربي عبد الحليم حافظ، حياة حافلة بالنجومية والشهرة والمعاناة، فعلى قدر استمتاعه بنجاحه كان ألم مرضه وحرمانه، لكنه وبالرغم من كل ذلك عاش الحياة ب"الطول والعرض" كما يقولون، ابتسم من قلبه، ولعب مع أصدقائه، سافر بلاد الدنيا، واستمتع بحب الأقارب والأغراب على حد سواء. جمعنا لكم في ذكرى العندليب، مجموعة من اللقطات النادرة التي ربما لم ترها من قبل، وتعكس وجها آخر لحليم الإنسان.. شاهدها وتذكره. 1- الصبي الأنيق لم يتثن للكثير رؤية حليم في صباه، تلك الأيام التي قضاها في الملجأ بمدينة الزقازيق، علمته الكثير وطبعت بداخله ألما وحزنا لم يفارق عينيه على مدى سنوات عمره. زار العندليب في تلك الفترة أخوته في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وكغيره من أقرانه كان التقاط الصور التذكارية مع أحبابه وأصدقائه أحد أبواب الترفيه والمتعة، لكن حليم حرص فيها على أناقته وشياكته.. شاهد الصورة واحكم بنفسك. 2- طفولة دائمة لم يتخل حليم أبدا عن طفولته، ربما لأنه حرم من قضائها بشكل طبيعي بسبب ظروف يتمه وفقره ووحدته، لذلك لم يكن يضيع أبدا فرصة ليعيش تلك الطفولة مع أطفال أخوته وأصدقائه كلما سمحت له الظروف. أتينا لك بصورة له وهو يلهو مع بنت أخته عليه في منزله بحي الزمالك، نسي فيها حليم عمره ومكانته ونجوميته ومرضه، وعاش للحظات طفلا فقط لا أكثر. 3- شقاوة صحاب ارتبط حليم بصداقات عديدة في الوسط الفني، كان من أشهرها وأطولها وأقربها إلى قلبه علاقته بالدلوعة شادية التي بدأت معه مشواره الفني في فيلمي "لحن الوفاء" و"دليلة"، واستمتعا بقمة نجوميتها في فيلم "معبودة الجماهير"، لذلك كانت الدلوعة من أكثر الفنانات اللاتي جمعتهما لحظات طريفة بالعندليب. جئنا لك عزيزي القارئ بلقطة نادرة عاشا فيها حليم وشادية كصديقين يصطادان السمن ويعبران عن فرحتهما بما جمعاه معا. 4- شياكة العندليب على الرغم من كونه غير مدخن، كان العندليب يفهم في أصول الإتيكيت جيدا، لذلك عندما جمعته سهرة بالجميلة شويكار، اختار أن يشعل لها سيجارتها وسط دهشة وحسد المحيطين. 5- الحب المستحيل الأخبار والحكايات التي تم تداولها بعد وفاة كليهما عن علاقة غرامهما وزواجهما السري، لم ينجح أحد حتى الآن في تأكيدها بشكل نهائي أو حتى نفيها بشكل مطلق، وسواء حدث الزواج أو لم يحدث فقد كان غرام حليم بالسندريلا شيئا واضحا للجميع. جئنا لك بلقطة نادرة تقدم فيها سعاد حسنى قطعة جاتوه لحليم في إحدى السهرات التي جمعتهما معا بكل الحب والخجل. 6- أصدقاء الزمن الجميل مر حليم بالعديد من الأزمات الصحية الكبرى، التي كانت دوما محط اهتمام الصحف والأقلام في تلك الفترة بقدر الاهتمام بأعماله ونجوميته وعلاقاته، ولأن حليم كان صديقا وفيا لأغلب النجوم فى الوسط الفني، حرص أصدقاؤه دوما على الوقوف بجانبه. ففي إحدى أزماته الصحية أصر الفنان القدير فريد الأطرش والشحرورة الجميلة صباح على زيارته وقضاء وقت ممتع معا، يتبادلان فيه الحديث حول ما كتبته الصحف عنهم. 7- جهاز التنفس ما لا يعرفه الكثيرين عن حليم، أنه كان كثيرا ما يقف على خشبة المسرح وهو مريض، ليحيي حفلات شم النسيم التي اعتاد عليها الجمهور وانتظرها بشغف ليستمع إلى أحدث أعماله. فلم يجعل حليم المرض يقف حائلا بينه وبين جمهوره ونجاحه أبدا، لذلك كان في أغلب حفلاته الأخيرة يحرص على وجود جهاز تنفسه الصناعي للجوء إليه في الاستراحات والفواصل وقبل صعوده على خشبة المسرح كي يتمكن من الغناء دون أن يلاحظ أحد مرضه. 8- لا تفهمني بسرعة لأنه كان يعشق المغامرة ولا يخشى تجربة كل ما هو جديد، قرر العندليب الأسمر أن يخوض تجربة التمثيل الإذاعي، فقدم مسلسله الوحيد "أرجوك لا تفهمني بسرعه" الذي شاركه بطولته الفنان عادل إمام والجميلة نجلاء فتحي. 9- السح الدح إمبو لأنه وقع في غرام عدوية، وأعجب كثيرا بما يقدمه من غناء شعبي، لم يتردد حليم في غناء "السح الدح إمبو"، تلك الأغنية التي اشتهر بها عدوية في مطلع السبعينيات. وفتحت الغنوة التي غناها حليم في إحدى السهرات التي جمعته بعدوية، النار عليه وتعرض بسببها لهجوم العديد من الأقلام الصحفية، التي كانت تعتبر ما يقدمه الفنان الشعبي في تلك الفترة، فنا هابطا لا يليق بمكانة العندليب. 10- الابتسامة رغم الألم على الرغم من معاناة حليم التي لم تنته إلا بوفاته، حرص دوما ألا تفارقه ابتسامته وروح الدعابة لديه التي كانت تهون لحظات الألم وصعوبتها. وهذه اللقطة النادرة له في إحدى مستشفيات لندن توضح مدى ارتباطه بتلك الابتسامة التي كنا نتمنى جميعا أن يقهر بها مرضه ويعود سالما إلى وطنه.. لكنه القدر.