مرت 51 عاماً على رحيل عملاق الأدب العربي، عباس محمود العقاد، الذي توفي في 12 من مارس عام 1964، بالقاهرة، ونُقل ليدفن في مقبرة أُنشأت له خصيصاً بمدينة أسوان، في اليوم التالي لوفاته، حيث توجد مقبرته أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالمدينة، ووُضع أمامها تمثال للكاتب الراحل. ترجع أصول العقاد إلى أصول "كردية عراقية"، وجاءت أسرته إلى مصر، وأستقرت في محافظة دمياط، وكان جده يعمل في غزل خيوط الصيد، لذلك أُطلق عليه لقب العقاد، الذي حملته العائلة حتى الآن، ونظراً لظروف عمل والده، انتقلت العائلة إلى أسوان. التحق العقاد بمدرسة المواساة الابتدائية، وفى أحد الأيام زار الإمام محمد عبده المدرسة، وطلب الاطلاع على بعض المقالات التي يجتهد التلاميذ في كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وعقب قراءتها قال جملته الشهيرة "حري بهذا الطالب أن يكون كاتباً فذاً"، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار العقاد كاتباً عظيماً. أنهى العقاد تعليمه عند المرحلة الابتدائية، وعمل كاتباً في هيئة البريد بأسوان، يعشق القراءة، ويُكثر من الإطلاع، كما بذل قصارى جهده ليكون ملماً بجميع المجالات، حتى أصبح صحفياً بصحيفة "الدستور"، قبل أن ينضم إلى حزب الوفد، حيث كان صديقاً مقرباً لسعد زغلول. أجاد العقاد 9 لغات، منها الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والعبرية، والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان لديه ثقة كبيرة فى استطاعته تحدي أهل الدول التي يتحدث بلغاتها، فى نطقها أفضل منهم. وتحتوي مكتبة العقاد بأسوان على متحف خاص بمقتنياته، حيث نُقلت غرفة نومه من شقته بمصر الجديدة، إلى المكتبة الكائنة بشارع كورنيش النيل، كما نُقل جزء من صالون العقاد، الذى كانت تقام فيه الندوات بشقته بالقاهرة، إلى جانب بعض الصور التذكارية التى تم التقاطها فى مناسبات مختلفة، طيلة حياته، بالإضافة إلى الشهادات التقديرية، ويوجد أيضاً بالمتحف بعض مقتنياته الشخصية، مثل روبه الشهير، والعصا الخاصة به، وطربوشه، وحذائه، علاوةً على كتب بعدة لغات. وتعيش أسرة العقاد في بيته حتى الآن، فى منطقة عباس فريد، وسط مدينة أسوان، وهو مُقام علي مساحة 220 متر مربع، ومكون من ثلاثة أدوار أرضي، ودورين علويين، والمنزل ملك ليوسف العقاد، الجد الأكبر، وتم هدمه وإعادة بناؤه في أوائل الخمسينيات، وكان عباس العقاد، الأديب الراحل، دائماً ما يتردد عليه أثناء زيارته لأسوان، وتوجد بالمنزل حجرة مكتب خاصة به، وتحتوي على مكتبته الخاصة، وبعض مقتنياته. وكان محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسرى، قد أزاح في مارس 2014، خلال الاحتفال بالذكري الخمسين لرحيل العقاد، الستار عن التمثال الجديد لعملاق الأدب العربي، بمدخل مكتبته بكورنيش النيل، والذي تم إهداؤه من الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن فاعليات الاحتفال، الذي أقيم تحت عنوان "خمسون عاماً من الحضور المتجدد"، وبدء بمسيرة حب وتقدير للأديب الراحل، شارك فيها المحافظ، ومحبى العقاد، وارتدى المشاركون قميص أبيض، مطبوع عليه صورة الأديب، كما شارك عدد كبير من طلبة المدارس بالمسيرة، حاملين لافتات تحمل صوراً لأعماله.