«بعيون حالمة استيقظ، وبأنامل صغيرة تناول حقيبته، وبأمل يحدوه خرج من باب أسرته، تلّوح له أمه بإشارات الوداع، استقل سيارة المدرسة بإبتسامة بريئة تغلفها نسمات الأمل بأن يومه بات جميلاً مع أصدقاء العمر، لم يكن يعلم التلميذ الصغير أن عيون والديه ستكون آخر نظرة إلى أسرة ربّت وتعبت لتسلم ابنها إلى "ثعبان الأسفلت"، ولم يعبأ التلميذ الصغير أن دمه الطاهر سيكتب تتر النهاية بحروف حمراء على كراسته الجديدة ! فلم تمض 72 ساعة على استلام وزير التربية والتعليم الجديد، الدكتور محب الرافعي، مهام منصبه، حتى تم استقباله ب 9 جثث من الطلاب، سبع حالات منها كانت الجمعة الماضية، قبل أن يذهب الوزير لمكتبه، وحالة صباح اليوم بوفاة طالب بمدرسة السيدة زينب بعد اعتداء المدرس عليه، ولم يمض اليوم حتى استقبلنا نبأ وفاة الطفل أحمد إسماعيل، متأثرًا بصعق كهربائى، الثلاثاء الماضي. 7 طلاب يرتقون إلى السماء في الشروق "!!" ومع أنفاس صباح الجمعة الماضية، استقبل الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، خبر وفاة 7 طلاب، وإصابة 24 آخرين في حادث أتوبيس الشروق، أثناء نقله للطلاب في رحلة مدرسية من مدينة طنطا إلى محافظة القاهرة، جرّاء اصطدام قطار بأتوبيس رحلات مدرسيّة بمزلقان مدخل مدينة الشروق، وذلك رعونة السائق الذي عبر شريط السككة الحديد من مكان غير معدّ للعبور طبقًا لتصريحات وزارة النقل. وزارة النقل بدورها أكدت أن سائق الأتوبيس هو المسؤول الأوّل عن الحادث، في مشهد أعاد للأذهان حوادث أخرى راح ضحيتها براعم هذا الوطن نتيجة الإهمال. عصاية الموت ! مصادر مسؤولة بإدارة السيدة زينب التعليمية بمحافظة القاهرة أكدت أن الطالب إسلام الشريف خالد، لقي مصرعه بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، ظهر اليوم الأحد. وكان الطالب قد نقل إلى المستشفى إثر اعتداء "و، م،أ" أحد المعلمين بمدرسة شهداء بورسعيد التابعة لإدارة السيدة زينب، بالضرب عليه؛ حيث قام المعلم بضرب الطالب على رأسه مستخدمًا عصاة، ما تسبب في إصابة الطفل بغيبوبة، نقل على إثرها إلى العناية المركزة إلى أن وافته المنية، صباح اليوم. وكانت النيابة أمرت بحبس المتهم 15 يومًا، على ذمة التحقيق، لحين خروج تقرير الطب الشرعي. رحلة إلى الآخرة وتوفي الطفل أحمد إسماعيل ربيع، الطالب بالصف الثالث الابتدائي، بمدرسة كرداسة التجريبية للغات، وذلك بعد إصابته بحرق من الدرجة الرابعة، نتيجة صعق كهربائي أمام سور المدرسة الثلاثاء الماضي. وأكد والد الطفل أنه في الثلاثاء الماضي، وفى تمام الواحدة ظهرًا خرج نجله من المدرسة، قبل انتهاء اليوم الدراسي بساعة كاملة، بناءًا على تعليمات مدير المدرسة، نظرًا لانشغال المدرسين في تصحيح ورق امتحانات الفصل الدراسي الأول، وكان ينتظر "باص" المدرسة الخاص مع زملاءه، وكانوا يلعبون الكرة، ثم أصيب بصعق كهربي، نظرًا لوجود محول ضغط عالي بجانب سور المدرسة، مكشوف ولا يوجد عليه أي غطاء. وتابع: "ذهبنا إلى مستشفى قصر العينى، وظل ابنى لمدة 4 ساعات كاملة، دون أي يهتم بنا أحد، ثم ذهبنا به إلى مستشفى الدمرداش ونظرًا لازدحام الطريق الشديد، تأخرنا ساعتين، ثم دخل إلى غرفة العناية المركزة، الثلاثاء الماضى، حتى وافته المنيّة. وطالب ولي أمر الطفل، بمحاسبة المسؤول عن الحادث أيّا كان، بدءًا من مدير المدرسة التي سمحت للطلاب بالخروج قبل إنتهاء اليوم الدراسى، وشركة الكهرباء التي لا تهتم بعمل صيانة للمحولات، وإدارة مستشفى قصر العينى، التي أهملت حقه وعرَّضته للموت، ومديرة التربية والتعليم بالجيزة بثينة كشك، التي خرجت لوسائل الإعلام، وتحدثت عن حالة الطفل بأنها مستقرة، وكأنها تتحدث عن حالة أخرى.