اتحاد الكرة المصرى استقر أخيرا على تعيين الأرجنتينى هيكتور كوبر مديرا فنيا للمنتخب الأول، مخالفا بذلك كل ترشيحاته السابقة وتصريحاته اللاحقة. كواليس الاجتماع الحاسم الذى اتخذ فيه القرار شهد جدلا كبيرا بين أعضاء مجلس الإدارة، فى ظل اختلاف رؤيتهم حول هوية المدرب الجديد، لكنهم لجؤوا فى النهاية إلى التصويت الذى أسفر عن ترجيح كفة الأرجنتينى بالأغلبية، رغم وجود الملاحظات التالية: 1- حسن فريد أعلن منذ 4 أيام أن أحد المعايير الأساسية فى عملية الاختيار تنص على ضرورة حصول المرشح للمنصب على إحدى البطولات القارية.. هيكتور كوبر لا ينطبق عليه هذا الشرط! 2- المدرب الأرجنتينى لا يمتلك خبرة تدريب المنتخبات باستثناء تجربة وحيدة قصيرة مع جورجيا، فضلا عن أنه لم يعمل سابقا فى إفريقيا، وبالتالى لا يعلم شيئا عن كرتها وأجوائها.. هل هذه المؤشرات تجعله أصلح من يتولى قيادة فريق الفراعنة خلال المرحلة الصعبة القادمة؟ 3- أعلن رسميا أن إجمالى مرتبه الشهرى هو واثنين من مساعديه الأجانب يبلغ 65 ألف دولار، وهو رقم أشك كثيرا فى صحته، لأنه لا يتناسب مع اسم الرجل أو تاريخه. بالتأكيد هناك مخصصات أخرى لم يعلن عنها مثل البدلات والامتيازات التى ستقفز بالرقم إلى أكثر من ذلك بكثير. كتبت أكثر من مرة أننى لا أثق باختيارات جمال علام ورفاقه، بعد أن فشلوا بجدارة فى كل المواقف السابقة، لكن الحق والعدل يفرضان هذه المرة عدم التسرع فى الحكم على المدرب الجديد حتى ينال فرصته كاملة مع فريقنا الوطنى، بعدها نبدأ عملية التقييم والحساب. سيرته الذاتية تشير إلى أنه قاد عديدًا من الفرق الكبرى والمتوسطة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، إلا أنه لم يوفق طوال تاريخه فى الفوز ببطولات سوى كأس السوبر الإسبانية عام 98. منهجه التدريبى يقوم على زيادة معدلات السرعة واللياقة البدنية عند اللاعبين، دون الالتفات إلى تطوير مهاراتهم الفنية فى ظل اعتماده على جماعية الأداء، التى لا تتطلب وجود نجوم من ذوى المواهب الفردية العالية. يهتم كثيرًا بتأمين الجوانب الدفاعية، حتى لو كان على حساب النواحى الهجومية، لذلك نراه يميل إلى إشراك لاعبين فى مركز خط الوسط المدافع، ولا يستعين غالبا بصانع ألعاب. يمتاز بالاحترام والهدوء فى التعامل مع الجميع، لذلك لم يدخل أبدا فى صدامات مع أحد باستثناء الظاهرة رونالدو، الذى اتهمه بالفشل، وطالب رئيس إنتر ميلان بإقالته من تدريب الفريق. شخصيته يحيطها الغموض، حتى إن الصحافة الإيطالية اتهمته سابقا بأنه على علاقة بعصابات المافيا، لكن لم يكن هناك دليل واحد على ذلك. يشتهر بلقب (المنحوس) بسبب خسائره المتتالية لكل اللقاءات النهائية التى خاضها مع أندية مختلفة، وقد علق محمود الشامى على هذا الأمر قائلا: بس هو يوصلنا للنهائى وساعتها يحلها ألف حلال! . أتمنى أن ينجح كوبر فى إصلاح ما أفسده اتحاد الجبلاية، حتى لا نقول: اتلم المنحوس على خايب الرجا!