كتبت- إيمان البصيلى: الإنفاق المالى و«العصبيات» وتقديم الخدمات.. شروط التحالفات بينما تقف مصر على أبواب منافسة برلمانية انتخابية جديدة تسعى لكسب تأييد الشارع المصرى، تحددت أمس ملامح الخريطة الانتخابية فى أربع قوائم انتخابية رئيسية، هى فى حب مصر التى اشتهرت بأنها قائمة الدولة، و صحوة مصر التى يرعاها الدكتور عبد الجليل مصطفى، والجبهة المصرية التى يراعها الفريق أحمد شفيق، وقائمة حزب النور، وهو ما دفع التحرير إلى محاولة الكشف عن مواطن قوة وضعف كل قائمة فى المنافسة الانتخابية. الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن فكرة القوائم فى حد ذاتها تستند إلى 3 معايير، الأول هو معرفة الناخب بأشخاص المرشحين الموجودين بالقائمة ومدى تفاعلهم فى المحافظات التى سيخوضون المنافسة بها، والثانى هو حجم الإنفاق المالى الذى ستعتمد عليه القائمة، والثالث هو قدرتها على التربيط مع العائلات الكبرى والعصبيات، خصوصًا فى الصعيد والمحافظات النائية، قائلا: القوائم فى مصر تستند لهذه المعايير الثلاثة، ولا تقوم أبدا على فكرة الأحزاب أو البرامج الانتخابية والسياسية والعمل الجماعى الذى تسعى له القائمة، ولذلك القائمة التى ستتمكّن من تحقيق العناصر الثلاثة الخاصة باختيار أشخاص جيدة ولديها القدرة على الإنفاق المالى ومدعومة من العائلات الكبرى هى التى ستفوز بأكبر عدد من المقاعد . عبد الوهاب قال إن التقاطعات فى قائمة فى حب مصر بها قدر أوسع من وجود النخبة المصرية بتنوعاتها، على عكس القوائم الأخرى التى تضم مفكرين وباحثين ونشطاء سياسيين وأشخاصا محسوبين على الدولة، ورجال أعمال، وشخصيات عامة، مما يعد نقطة قوة بالنسبة إليها، إلا أنه قال فى الوقت نفسه إنه حتى هذا الأمر لن يفرق كثيرا فى عملية التصويت، ولكن الذى سيحسم عملية التصويت هو قدرة أى قائمة على الوجود على الأرض والتواصل مع الناخبين. عبد الوهاب قال: اعتماد قائمة (صحوة مصر) على أنها قائمة الثورة وأن هذه نقطة قوتها، لن يجدى كثيرا، ففكرة استخدام قائمة ما على أنها قائمة 25 يناير أو قائمة 30 يونيو أو حتى قائمة الدولة فى النهاية لن يكون له أى تأثير، لأن الحكم فى المعركة هو رؤية الناخبين على قدرة المرشحين على تقديم خدمات لهم ، مضيفا أن حتى هذا الخطاب سيجعل هناك حالة من التحفز لدى القوائم الأخرى تجاه هذه القائمة، وستنقلب مواطن القوة لتكون مواطن ضعف بالنسبة إليها، وهو نفس ما ينطبق على قائمة الجبهة المصرية التى لن يقف الناخب كثيرا عند ضمها لرموز النظام السابق، بقدر ما سيقف عند الخدمات التى سيوجهها أعضاؤها إلى الناخبين. الدكتور عمرو هاشم ربيع، المتخصص فى الشؤون البرلمانية لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن قائمة فى حب مصر هى قائمة الدولة، وبذلك ستكون الانتخابات أشبه بالاستفتاء على هذه القائمة. أما قائمتَى الجبهة المصرية وصحوة مصر حالهما تعبان ، لأنه مورس عليهما ضغط كبير، وسُرق مرشحوهما منذ البداية، مثلهما مثل تحالف الوفد المصرى الذى سُرق مرشحوه.